أبرز تحديات الحكومة اليمنية (الأمن والتنمية والاقتصاد)

عدن نيوز18 أكتوبر 2018
أبرز تحديات الحكومة اليمنية (الأمن والتنمية والاقتصاد)

ينتظر اليمنيون خطوات كبيرة من رئيس الحكومة اليمنية الجديد التكنوقراطي، معين عبدالملك سعيد، الذي كلف بالمسؤولية في ظروف بالغة التعقيد تشهدها بلاده، فيما يرى دبلوماسيون أن أمام معين، 6 ملفات ملحة تنتظر الحسم، وهي ذاتها التي أخفقت فيها حكومتا بحاح وابن دغر على السواء، تتمثل في الملف العسكري والأمني، والموضوع الاقتصادي، وملف الجرحى والشهداء، ومسألة الإغاثة والحقوق، والملفين التنموي والسياسي والإعلامي، بالإضافة إلى الملفات الفرعية الأخرى، التي تحتاج إلى جهود جبارة وعمل دؤوب لتحقيق النجاح لمصلحة الشعب اليمني.

» تحديات المرحلة

وكان الرئيس اليمني قد أعفى رئيس الوزراء السابق ابن دغر، نتيجة للإهمال الذي رافق أداء الحكومة خلال الفترة الماضية، وفشلها في المجالات الاقتصادية والخدمية، والتخفيف عن معاناة اليمنيين وحلحلة المشكلات، فضلا عن «عدم قدرتها على اتخاذ إجراءات حقيقية لوقف التدهور الاقتصادي في البلد، وخصوصا انهيار العملة المحلية». قال دبلوماسيان: إن اليمن تمر بمرحلة صعبة فقد قررت إيران وميليشياتها والقيادات الموالية لها أن تعرقل مساعي السلام والأمن انتقاما لفشلها وعزلتها واقتضت الظروف ضرورة إعادة الهيكلة لمواجهة المرحلة القادمة.

» معين عبدالملك

ورئيس الحكومة اليمنية الجديد، معين عبدالملك وجه شاب، تولى منصب وزير الأشغال العامة والطرق في حكومة أحمد بن دغر، من مواليد محافظة تعز، ويحمل شهادة الدكتوراة في فلسفة العمارة ونظريات التصميم، مهندس معماري ويعتبر من التكنوقراط. وعمل عبدالملك في المجموعة الاستشارية بالقاهرة في مجال التخطيط والعمران، كما شغل منصب أستاذ مساعد بكلية الهندسة جامعة ذمار، ولمع اسمه في مؤتمر الحوار الوطني، وشارك ضمن الوفد الحكومي في جولات المشاورات مع الميليشيات الانقلابية في جنيف الأولى، وبييل السويسرية، والكويت. ويتمتع رئيس الوزراء اليمني الجديد بعلاقات متوازنة مع مختلف الأطراف السياسية، ويمثل تعيينه بداية مرحلة جديدة لتعزيز جبهة الحكومة الشرعية في مواجهة الميليشيات الإيرانية ومعالجة التحديات الاقتصادية.

مفضل اسماعيل

» ملفات للحل

وقال عضو مجلس النواب اليمني الشرعي، مفضل إسماعيل حول الملف العسكري: إنه من الضرورة أن تعي الحكومة الجديدة أنها في المقام الأول تعتبر حكومة حرب مهمتها الرئيسة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وإيقاف معاناة اليمنيين في مختلف الجوانب التي نشأت عن الانقلاب، بما في ذلك إعداد الجيش الوطني، وتوفير كل احتياجاته القتالية والتدريبية بشريا وماديا ولوجستيا بما يمكنه من التحرك في كل الجبهات وتحقيق الانتصارات الحاسمة التي بدونها لن يرضخ الحوثيون لا للسلام ولا للقانون.

وأيضا، توفير الأمن وتفعيل المؤسسات في المناطق المحررة وعدم السماح لأصحاب المشاريع الصغيرة بتقديم صورة مشوهة عن التحالف والشرعية.

» معضلة الاقتصاد

وأضاف إسماعيل: لا بد أن تقدم الحكومة الشرعية النموذج الأرقى للأمن والتنمية والاستقرار في كل المناطق المحررة، حتى تقدم الحافز لأبناء شعبنا في المناطق غير المحررة على الانتفاض السريع بوجه الانقلاب.

أما في الجانب الاقتصادي، فيوضح عضو مجلس النواب، أن على الحكومة التحرك بصورة عاجلة لإيقاف التدهور الاقتصادي المريع وانهيار العملة الوطنية من خلال تفعيل كل الموارد المتاحة بطاقتها القصوى من خلال ترشيد الإنفاق عبر تطبيق القانون على الجميع، ومحاربة الفساد بصورة جادة.

» مفاتيح النجاح

وقال إسماعيل: إن الملف الثالث من الملفات التي تنتظر رئيس الوزراء، هو الملف السياسي الذي يتطلب إعادة ترتيب العلاقة مع الأشقاء في التحالف بالشكل الذي يؤكد وحدة المصير وامتزاج الدم وبما يخدم مصلحة الشعب اليمني ومصالح شعوب دول التحالف، وتحقيقه يلزمه توفير الدعم السياسي الكامل من القيادة السياسية، والإرادة الوطنية المستقلة الشجاعة للحكومة بعيدا عن الاعتبارات المصلحية والحزبية، والتفعيل الحقيقي للمؤسسات وعلى رأسها المؤسسة التشريعية والمؤسسة القضائية، وإعلاء القانون ومحاربة الفساد والمحسوبية وإرساء مبدأ الشفافية مع الشعب وتفعيل الرقابة الشعبية والمجتمعية، وكذلك توفير الرؤية الواضحة القائمة على التشخيص العلمي الدقيق للمشكلات وخطط علاجها، واصفا إياها بمفاتيح النجاح السياسي التي يمكن للحكومة أن تحقق من خلالها نجاحات مقدرة.

» رؤية طموحة

وبين مفضل إسماعيل أن رئيس الوزراء معين عبدالملك ذو طموحات كبيرة، لا سيما وهو أحد شباب ساحات التغيير السلمية، وبالتالي فهو يدرك نتيجة التغييرات الشكلية التي لا تنعكس على حياة الناس إنجازا وأمنا واستقرارا، وهذا ما ينتظره منه الناس بل ويتمنون له التوفيق، مبينا أن اختياره ناجم عن تجربة سابقة في مؤتمر الحوار الوطني، حيث كان من أبرز الشخصيات التي أثرت الحوار، وأيضا من خلال عمله في الحكومة، مؤكدا أنه أمام خيارات وتحديات صعبة.

احمد ناشر

» مرحلة صعبة

من جانبه، أوضح الدبلوماسي والباحث السياسي أحمد ناشر أن اليمن اليوم تمر بمرحلة صعبة، بسبب دور إيران وميليشياتها، والقيادات الموالية لها.

وأبان أن هذه الميليشيات تعرقل مساعي السلام والأمن، انتقاما لفشلها وعزلتها، واقتضت الظروف ضرورة إعادة الهيكلة لمواجهة المرحلة المقبلة. ونوه ناشر بأن أداء البعض جعل المواطنين غاضبين في عدة محافظات، لذلك جاء التغيير لإعطاء فرصة للإصلاحات، وتخفيف معاناة الناس ولخفض تدهور سعر الريال، رغم الوديعة، لذا فإن أمام رئيس الوزراء الجديد أن يحسن اختيار الوزراء، وأن يستفيد من أصحاب الخبرات والتجارب قبل أصحاب المصالح الشخصية. وطالب ناشر رئيس الوزراء الجديد بوضع يده مع المخلصين لإخراج اليمن من أزماتها وتوحيد الجهود لعودة الدولة والتعامل بقوه لإخراج إيران وميليشيات حزب الله وهزيمتهم.

وبالإضافة لذلك، أن يضع ملفات الأمن وتحرير المدن من أولوياته وأيضا رفع المعاناة ومنع من لديهم أجندات تعيق السلام وعودة الدولة ورفض أطماع الدول والمنظمات التي تعرقل التحرير والتنمية وكذلك وضع قضايا اليمن في المحافل الدولية والمنظمات وحشد الداخل والخارج بالتعاون مع دول التحالف والمؤسسات كحقوق الإنسان ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية وعقد شراكات تدعم اليمن ومن يقفون مع الشرعية لوقف العدوان الإجرامي لإيران وحلفائها.

المصدر صحيفة اليوم
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق