ارتفاع صادم في تكاليف العمرة والحج يزيد معاناة اليمنيين

عدنان أحمد26 أكتوبر 2025
ارتفاع صادم في تكاليف العمرة والحج يزيد معاناة اليمنيين

تشهد الأسعار المرتبطة بأداء مناسك العمرة والحج في اليمن زيادة غير مسبوقة خلال الفترة الحالية، إذ شهدت رسوم العمرة قفزة كبيرة من 500 إلى 800 ريال سعودي، أي بزيادة تصل إلى 60%، وذلك بعد قرار وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية بتثبيت هذه الرسوم بالعملة السعودية، رغم المنع الحكومي الرسمي لاستخدام العملات الأجنبية في المعاملات المحلية.

ويصل المبلغ الجديد للعمرة إلى نحو 320 ألف ريال يمني في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا، حيث يبلغ سعر الصرف 400 ريال يمني مقابل الريال السعودي، بينما يبلغ حوالي 112 ألف ريال يمني في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث يعادل الريال السعودي 140 ريالًا يمنيًا، وهو ما يشكل عبئًا ثقيلًا على المواطنين في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة.

تكاليف الحج تتجاوز قدرات المواطنين

لا تقتصر الزيادة على العمرة فحسب، بل امتدت لتشمل تكاليف الحج أيضًا، حيث حددت وزارة الأوقاف رسوم الحج البري بـ 13,475 ريالًا سعوديًا، أي ما يعادل نحو 5 ملايين ريال يمني في مناطق الحكومة، بينما تبلغ تكلفة السفر الجوي 13,813 ريالًا سعوديًا، فيما يصل سعر البرنامج الممتاز إلى 42,398 ريالًا سعوديًا.

ويشعر كثير من اليمنيين بأن هذه الزيادة تمثل استغلالًا من قبل مكاتب السفر والعمرة، في وقت يعاني فيه المواطنون من ارتفاع تكاليف المعيشة وتردي الأوضاد الاقتصادية.

ردود فعل غاضبة… والقرار الحكومي يتناقض مع التطبيق

أثار قرار تحديد رسوم العمرة والحج بالريال السعودي استياءً واسعًا، خاصة في ظل قرار حكومي سابق يحظر استخدام العملات الأجنبية في المعاملات المحلية، والذي دخل حيز التنفيذ في منتصف أغسطس الماضي، حيث يشمل القرار جميع المعاملات التجارية والخدمية، بما في ذلك الإيجارات والرسوم الطبية وتذاكر السفر.

وأكدت وزارة الأوقاف أن رسوم الحج تشمل الخدمات الأساسية مثل الإعاشة والسكن، لكنها استثنت تكاليف النقل الجوي أو البري، التي ستُعلن لاحقًا، داعية الحجاج إلى متابعة التفاصيل عبر منصاتها الرسمية.

ارتباك حكومي وانتقادات للممارسات الاستغلالية

يرى المحلل الاقتصادي نبيل الشرعبي أن هناك ارتباكًا واضحًا في تنفيذ القرارات الاقتصادية، مؤكدًا أن الحكومة تتخذ إجراءات دون دراسة كافية، مما يؤدي إلى نتائج عكسية.

وأشار إلى أن الريال السعودي يهيمن على معظم المعاملات في عدن والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، بما في ذلك مكاتب السفر والعمرة، والتي تفرض رسومًا إضافية على المواطنين، بدءًا من استخراج وثائق السفر وحتى شراء التذاكر، حيث تتعرض بعض المكاتب لاتهامات بالنصب والابتزاز.

تحديات السفر وتداعيات العدوان على الخطوط الجوية

تواجه اليمن أزمة كبيرة في قطاع الطيران بعد تدمير أربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية في هجمات إسرائيلية، مما أدى إلى شل حركة النقل الجوي من مطار صنعاء، الذي كان ينفذ رحلات لنقل الحجاج إلى السعودية.

وفي محاولة لتخفيف الضغط، بدأت الحكومة في منح تراخيص لشركات طيران خاصة، حيث من المقرر أن تبدأ شركة طيران عدن الجوية رحلاتها الأولى إلى القاهرة في 27 أكتوبر القادم، في خطوة تهدف إلى توفير بدائل للمسافرين.

المصدر: العربي الجديد

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق