( العيسي) .. ولا أحد سواه …!

عدن نيوز18 أبريل 2018
( العيسي) .. ولا أحد سواه …!
محمد العولقي
محمد العولقي

بقلم - محمد العولقي

* هي بالضبط مقامرة، فليس على المرء إلا أن يكون مقامرا حتى يجرؤ على تحمل مسؤولية الحديث عن منتخب يمني بلغ نهائيات أمم آسيا للمرة الأولى في عهد (الوحدة) ، بطريقة تعاكس من رقصوا في بيت الفرح ..

* هي مقامرة، عندما تخرج من قاعة الاحتفال لتضع قليلا من الملح على الجرح الغائر للرياضة اليمنية، وسط مشاهد متناقضة تختطف مشروع التأهل من أبطاله ..

* والآن وبعد أن راحت (السكرة) ودخلت (الفكرة) محراب لين الفؤاد ورقة الأفئدة، أستئذنكم في مغادرة صالة الفرح ، إلى رحاب بيت الحكمة الشهيرة ..

* تأهل المنتخب اليمني إلى نهائيات أمم آسيا للمرة الأولى منذ أربعين عاما، ومع هذا الإنجاز الفريد بدأت لعبتي (الفجور) السياسي، و (التملق) الدعائي ..

* أكثر ما يغيظ في موسم توالد الكذب والفجور ، قفز مجموعة من الكائنات السياسية المكتئبة إلى صحن (الإنجاز)، وبدون حياء أو خجل حاولت سرقة (الفرح) من أبطاله وفرسانه الحقيقيين ..

* قبل أن يجف عرق لاعبي المنتخب ، وجدنا (المظليين) المتلونين يستئثرون بالفرحة ، ويخطفون (لقمة) الإنجاز من أفواه صناعه الحقيقيين ..

* والآن بعد أن هدأت النفوس، وانتهى مسلسل (التبويس) وتقديم التهاني ، شاهدنا عبر وسائل الإعلام الفضائية والإلكترونية والورقية ألف أب شرعي وغير شرعي لهذا الإنجاز ، منهم من (أدلج) الإنجاز على هواه ، ومنهم من صبغه بلون سياسي، ومنهم من حمل طبلا وغرد بعيدا عن وادي الدور ..

* أما أكثر ما (يفرس) في لعبة (التكاذب) أن مراهقا سياسيا ينتمي لجيل (أندومي) أدعى أن هذا الإنجاز نتاج للعمل الإداري الجاد ، والتخطيط السليم، والحال أن هذين العنصرين الهامين ليسا من أدوات السلطة الرياضية في اليمن ..

* عن نفسي أكره النفاق كراهية الذباب للون الأزرق ، لم يسبق لي طوال تراكمية عملي الإعلامي أن بخست حقوق الآخرين، أو تجنيت على بصمات صناع الحدث ..

* أقر وأنا في كامل قواي العقلية أن إنجاز المنتخب الفريد له أب شرعي واحد ، مهما اختلفنا معه في طريقة إدارته للكرة اليمنية ..

* يستحق الشيخ (أحمد العيسي) أن يكون بمثابة مصباح (علاء الدين ) السحري ، الذي أضاء الطريق المعتم أمام لاعبي المنتخب ، فلولا تحدي (العيسي)، وإصراره على الابحار بسفينة المنتخب دون أن يأبه للأعاصير والتيارات الجارفة والأمواج العاتية، لما ارتفع علم اليمن في أهم محفل أسيوي..

* هالني عدد (الخراطين) الذين احتلوا مساحات الإعلام الفضائي و الإلكتروني ، وكل (خراط) ينافق، ويقدم على الهواء فاصلا من الكذب والافتراء والضحك على ذقون الملايين من البشر ، ولعل ما يثير (الغثاء) أن أحدهم أصر وألح على التقاط صورة مع الرئيس الشرعي تماشيا مع (موضة) التكاذب، في حين أن بطل ملحمة الصعود الحقيقي الشيخ (أحمد العيسي) انزوى بعيدا عن الصخب والأضواء ..

* ركب الكثير من (الخراطين) موجة تمجيد الفرقاء السياسيين ، برز التناقض بين الأطراف السياسية المتخلفة سلوكا ، كل طرف يدعي وصلا بالمنتخب، والمنتخب لا يقر لهم بذلك ..

* تنقلت بين قنوات (الفرقاء) و (الإخوة) الأعداء، لم أر ولم أسمع إلا سياسيين بلهاء يزاوجون بين الأفك و البهتان ، كل طرف يدعي أنه الأب الشرعي لهذا الإنجاز الفريد. .

* تأهل المنتخب إلى نهائيات كأس أمم آسيا مرة بتوفيق من الله الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا، ومرة بدعاء ثلاثين مليون يمني رأف بحالهم الله (سبحانه وتعالى) ، ومرة بفضل تحدي وإصرار الشيخ (أحمد العيسي) على كتابة اسم (منتخب اليمن) على الخارطة الآسيوية بكل توضيح، ثم بعملية اجتهاد اللاعبين ، وحماسهم، وقدرتهم في التعاطي مع الصعوبات والعراقيل التي صاحبت الرحلة الصعبة ..

* أختلف مع اتحاد الكرة في أمور فنية بحتة أفهمها واستوعبها بحكم تخصصي الرياضي ، لكني لا أستطيع ركوب موجة (التجاهل) عند الحديث عن إنجاز صنعه (العيسي) ، وهو يسهر الخلق ، ويشغل الناس ، ويملأ سماء اليمن الجريح فرحا وطربا ، وشعبه أحوج ما يكون إلى فرحة تعم كل الديرة ، الإنجاز الكبير يحمل بصمة (العيسي) دون سواه شاء من شاء ، وأبى من أبى ، لا تقولوا لي وزارة، ولا لجنة فنية ، ولا هم يحزنون ..

* الذين انشغلوا بفلاشات التصوير مع الرئيس ، وتصدروا مشهد الفرحة الرياضية ، عليهم أن يتواروا عن الساحة ، فهم مهما فعلوا ، ومهما علا نشيد نفاقهم السياسي ، فلن ينتزعوا نصر الإعجاز الكروي من فارسه الحقيقي ، الشيخ (أحمد صالح العيسي)، ولا أحد سواه ..!

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق