مع اقتراب الثاني والعشرين من مايو، تتداخل المشاعر لدى اليمنيين بين الفخر والأسى، والانتماء والجراح.
ففي هذا اليوم، تتذكر اليمنيين حلم الوحدة الذي تحقق، قبل أن يتعرض للتآكل بفعل الطمع والاعتبارات السياسية الخاطئة.
ويؤكد الكاتب فتحي أبو النصر أن الوحدة لم تكن مجرد مشروع سياسي، بل تعبيراً عن رغبة تاريخية للشعب اليمني في تحقيق هوية واحدة ودولة موحدة.
وفيما يعترف الكاتب بأن الوحدة لم تكن مثالية، وأنها استحوذ عليها الأقوى، إلا أنه يرفض فكرة إلغاء الحلم، داعياً إلى إعادة بناء الوحدة على أسس عادلة وشفافة.
كما ينتقد أبو النصر الدعوات الانفصالية، معتبراً إياها منطقاً ثأرياً لا يصب في مصلحة اليمن، ويؤدي إلى مزيد من التشظي.
ويرى الكاتب أن الحل يكمن في الاعتراف بالمظالم الجنوبية، والعمل على تصحيح المسار، وإنقاذ الوحدة من الفساد والاستبداد، من خلال بناء عقد اجتماعي جديد يقوم على العدالة والمساواة.
ويشدد أبو النصر على أن الحديث عن تقرير المصير في ظل الظروف الراهنة هو مغامرة خطيرة، وأن اليمنيين يحتاجون إلى ميثاق وطني جامع يحمي الجميع.
ويختتم الكاتب بتأكيد التمسك بحلم الوحدة، معتبراً أنه أسمى مما يفرق اليمنيين، وأن الوحدة لا تزال أعز ما حدث لهم.