مع بدء انتشار الأجهزة الذكية وتزايد استخدامها بكثرة بين الناس، خاصة فئة المراهقين، ظهر مصطلح يسمى “وقت الشاشة”، ويعني الوقت الذي يقضيه الشخص يوميا في استخدام الأجهزة المزودة بشاشات، مثل أجهزة التلفزيون وأجهزة الفيديو والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية خبرا، أشارت فيه إلى أن دراسة جديدة خلصت إلى أن “وقت الشاشة” ليس له تأثير يذكر على الصحة العقلية للمراهقين، على الرغم من المخاوف من تأثير الألعاب أو مشاهدة التلفاز في وقت متأخر من الليل على المراهقين والشباب.
وجمع باحثون من جامعة أكسفورد البريطانية في دراستهم بيانات عن أكثر من 17000 طفل من جميع أنحاء أيرلندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وتتألف العينة بشكل أساسي من المراهقين، ولكن كان بعضهم لا يتجاوز سن الثامنة.
ووجدوا أن استخدام أو النظر لشاشات الأجهزة الذكية لا علاقة له بصحة الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة لعدة ساعات خلال اليوم، حتى أولئك الذين يستخدمونها قبل النوم.
وقام الباحثون بتحليل مجموعة من البيانات المقدمة من الأطفال الذين شاركوا في الدراسة، واستخدموا إجراءات أكثر صرامة مما تم تطبيقه في الاختبارات السابقة، بما في ذلك كل من الإبلاغ عن “وقت الشاشة” ومذكرات استخدام الوقت التي يحتفظ بها المراهقون”.
وأشار الباحثون إلى “أنهم يأملون بأن “الأدلة الواضحة” ستواجه التقارير الإعلامية المضللة والمناقشات العامة حول مخاطر “وقت الشاشة”، وتساعد الوالدين القلقين”.
وقال البروفيسور أندرو برزيبيلسكي، الذي شارك في تأليف الدراسة: “في حين أن علم النفس يمكن أن يكون أداة قوية لفهم العلاقة بين استخدام الشاشة وصحة المراهقين، إلا أنه لا يزال يفشل بشكل روتيني في تزويد أصحاب المصالح والجمهور بتحقيقات عالية الجودة وشفافة وموضوعية في المخاوف المتزايدة بشأن التقنيات الرقمية واستخداماتها”.
وأضاف: “هذا أمر بالغ الأهمية؛ لأنه عندما يبلغ الناس عن استخدامهم للتكنولوجيا في وقت متأخر، فإن الغالبية العظمى تميل إلى التقليل من تقدير الوقت الذي يقضونه في استخدامه أو المبالغة في تقديره”.
وأردف: “نأمل أن يضع نهجنا أساسا جديدا للبحوث المستقبلية في الدراسات النفسية حول التكنولوجيا واستخدامها، خاصة الأجهزة الذكية”.
وقالت الصحيفة إن هذه الدراسة، التي تم نشرها في مجلة العلوم النفسية، تأتي في الوقت الذي ينتشر فيه تكهنات بأن “الضوء الأزرق” المنبعث من الأجهزة ضار ويمكن أن يؤثر على النوم.
وقال “ماكس ديفي” من الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال وصحتهم، وهو غير مشارك في الدراسة: “الجدل الدائر حول استخدام الشاشة وصحة المراهقين عانى دائما من الإفراط في الرأي بالنسبة للبيانات، وهذه الورقة يمكن أن تساعد في تصحيح هذا الخلل”.
وأضاف: “إن تحليلهم قوي، ويشير إلى أن التأثير السكاني الإجمالي صغير جدا، بحيث لا يمكن اعتباره مشكلة صحية عامة”.
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن الكلية الملكية لطب الأطفال أصدرت مراجعة خاصة بها في كانون الثاني/ يناير، خلصت فيها إلى أن مخاطر “وقت الشاشة” تم المبالغة فيها، إلا أنها اقترحت على الأطفال عدم النظر لشاشات أجهزتهم قبل ساعة من النوم”.