أظهرت دراسة بريطانية حديثة، أن عقارًا يستخدم على نطاق واسع للتخلص من الحديد المتراكم في الجسم، يمكن أن يعزز فعالية علاجات سرطان الدم النخاعي الحاد “اللوكيميا”، ومعدلات بقاء المرضى على قيد الحياة.
الدراسة أجراها باحثون في جامعة “إمبريال كوليدج” بالعاصمة لندن، بالتعاون مع معهد “كينيدي” لطب الروماتيزم، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية “Cell Stem Cell” العلمية.
وأجرى الفريق دراسته لاكتشاف فوائد علاجية جديدة لعقار “ديفيروكسامين” (Deferoxamine) الذي وافقت عليه هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) قبل أكثر من 40 عامًا، لتقليل مستويات الحديد المرتفعة في الدم، بعد عمليات نقل الدم المتكررة لمرضى “الأنيميا”، بالإضافة إلى علاج تسمم الحديد الحاد.
وطُبقت الأبحاث على عينات من نخاع العظام لدى البشر والفئران، وخلصت إلى أن بعض المناطق في النخاع العظمي تدعم الخلايا الجذعية للدم، وعندما تتفوق عليها خلايا اللوكيميا تختفى تلك الخلايا الجذعية وينخفض بشكل ملحوظ إنتاج الدم السليم، ما يتسبب بفقر الدم والعدوى والنزيف لدى مرضى سرطان الدم النخاعي الحاد، ويؤثر على نجاح العلاج الكيماوي.
وبشكل حاسم، اكتشف الفريق أيضًا أن عقار “ديفيروكسامين” يمكن أن يحمي مناطق نخاع العظام المهمة، بما يسمح لخلايا الدم الجذعية بالبقاء، وزيادة فرص نجاح علاجات السرطان.
وأشار الباحثون إلى وجود حاجة إلى تعزيز بقاء المرضى على قيد الحياة، إذ إنها لا تتجاوز 5 سنوات لدى 5 إلى 15% فقط من المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
وقالت الدكتورة كريستينا لو سيلسو، قائد فريق البحث؛ “بما أن عقار ديفيروكسامين معتمد بالفعل للاستخدام البشري في حالة علاجية مختلفة، فإننا نعلم أنه آمن”.
واستدركت: “ما زلنا بحاجة إلى اختباره في سياق سرطان الدم والعلاج الكيميائي، ولكن نظرًا إلى كونه قيد الاستخدام بالفعل، يمكننا التقدم إلى التجارب السريرية بشكل أسرع مقارنة بالخطوات التي نتخذها عند تجربة دواء جديد تمامًا”.
ووفقًا لتقديرات المعهد الوطني الأمريكي للسرطان، فإن مجموع حالات الإصابة بسرطان الدم النخاعي الحاد، خلال العام الجاري، في البلاد، يحتمل أن يصل إلى 21 ألف حالة.