نشرت صحيفة “سلايت” الناطقة باللغة الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن العادات الغذائية التي تميز مختلف شعوب العالم، من النيبال إلى الولايات المتحدة الأمريكية وصولا إلى فرنسا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن سكان النيبال تعودوا يوميا على تناول طبق واحد متكون من الأرز والخضار المجففة. وفي الطرف الآخر من الكوكب، وتحديدا الدول المصنفة ضمن قائمة القوى العالمية، تتجه الولايات المتحدة نحو الدخول في روتين غذائي ممل، بينما يأكل الفرنسيون بصفة عبثية.
وأشارت الصحيفة إلى أن كلا من العدس والأرز يشكلان جزءا من الطبق اليومي لسكان النيبال. ففي هذه الدولة الصغيرة الواقعة بين الهند والصين، يتناول سكانها، البالغ عددهم 30 مليون نسمة، طبقهم الوطني المسمى “دال بهات” عند كل وجبة.
وعلى غرار طبق “التاهيلي” الهندي، يزين سكان النيبال طبقهم بكمية من الأرز الأبيض، وحساء من العدس، أو الفاصوليا، أو من الفول أو البازلاء، حيث تجعل الخضروات والتوابل هذا الطبق الرئيسي لذيذا، مع إمكانية إضافة اللحوم في بعض الأحيان. ويتم تقديم هذا الطبق مرتين على الأقل في اليوم، بحسب ما يريده كل شخص.
وأفادت الصحيفة بأن الأرز لا يغيب بتاتا عن الأطباق الآسيوية خصوصا لدى الدول التي تعرف بالرياح الموسمية. فعندما تتناول صحنا من الأطباق المقدمة في هذه المناطق، فمن المؤكد أنك تناولت “طبقا من الأرز المغلي”.
وبحسب فيليب راميريز، المتخصص في علم الاجتماع في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، فإن “الوجبات الخفيفة لا تعد ضمن الأطباق الرسمية”. كما أفاد راميريز في تاريخ دولة النيبال أنه “حتى عندما نحس بالتخمة، نحتاج إلى أكل الأرز”، تماما مثل الحبوب التي لا تغيب عن أطباق جزء مهم من دول إفريقيا.
وذكرت الصحيفة، أنه حسب أخصائية الأنثروبولوجيا، سيدني مينتز، يعد كلا النوعين من الحبوب أساسيين في الوجبات، حيث توفر النسبة الأكبر من الطاقة فيما تحافظ على تطابقها. علاوة على ذلك، تختلف النكهات باختلاف الإضافات (مثل التوابل واللحوم والخضروات). ومن جهته، نوه المختص في تاريخ الأطعمة، مارتن بروغل، بأنه “خلال أوقات الأزمات، غالبا ما يزيد سعر البهارات عن سعر الطبق الرئيسي نفسه، لذلك يجبر الأفراد على تناول وجبات بسيطة ومتواترة”.
والجدير بالذكر أن رتابة الغذاء ترتبط ارتباطا وثيقا بحالة الفقر. ففي النيبال مثلا، يعاني طفل واحد من أصل طفلين دون سن الخامسة من سوء التغذية.
وأكدت الصحيفة أن مؤسسة شركة “ليرن فيست” الأمريكية، المختصة في إدارة التخطيط المالي، قد ذكرت أن هدفها الأسمى يتمثل في إعداد مخطط منظم يساعدها على عدم التفكير في اتخاذ قرارات غبية نخوض فيها كل يوم من قبيل، ماذا وأين سآكل اليوم؟ وقد فسرت سبب ذلك لمجلة “فاست كومباني” حيث قالت: “بما أنه لا نهاية للطاقة الفكرية، يجب استغلالها في التفكير بما يساعد على تقدم الشركة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن تناول الطعام بالنسبة للأمريكيين يعد مضيعة للوقت. وبما أن الأكل يبقى قبل كل شيء حاجة حياتية، تحافظ الأطعمة على مهمتها الأولية والمتمثلة في التزويد بالطاقة، أو كما نعتتها الممثلة إيفا مينديز “بوقود الجسد”. كما ذكرت هذه الممثلة الأمريكية أنها تتناول كل صباح عدة بيضات. أما خلال وقت الظهيرة والمساء، فتتناول سمك السلمون المرفق بالأرز والسلطة، حيث عبرت لمجلة “شايب” خلال شهر آذار/ مارس سنة 2017، أنه “ليس لديها مشكلة بتاتا مع الأطعمة”.
وبناء على نصائح طبيب الأمراض الجلدية، تستهلك فيكتوريا بيكهام السلمون مرة واحدة يوميا. ومن جهتها، أكدت مقدمة برنامج “ليب سينغ باتل”، كريسي تيجن، أنها تطهو سمك القاروص بالثوم يوميا، دون أن تتوقف عن ذلك.
وذكرت الصحيفة أن الفرنسيين خلال النظام الملكي، كانوا يتناولون الحساء والخبز كل يوم، كما تعودنا على غمس الخبز في القهوة. وبعد الثورة الفرنسية، تبنت الطبقة البرجوازية ثقافة الأروقة الملكية، وقد تحولت الفنادق الغابية الصغيرة إلى مطاعم، وطغى شعار “كل جيدا” على شعار “كل كثيرا”.
وفي الختام، أوردت الصحيفة أن أبناء الطبقات الراقية لا يأكلون سوى لحوم الماعز، في حين تستهلك الطبقة الدنيا لحوم الدجاج، ولحم الخنزير، أو لحم الجاموس. وفي هذا الخصوص، نوه فيليب راميريز بأن “قضية رتابة الأغذية لها علاقة بالعرقيات. ولفهم ذلك، يكفي أن نطرح هذا السؤال: لماذا نجد صعوبة في استهلاك الطعام ذاته مرتين متتاليتين؟”