دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى إصلاح شامل لمنظومة العمل الدولي خلال مشاركته في القمة الاستثنائية لتجمع “البريكس”، مؤكدًا أن العالم يعيش مرحلة خطيرة من الفوضى وانعدام العدالة نتيجة ازدواجية المعايير وانتهاك القانون الدولي.
وأشار إلى أن التراجع الحالي في النظام العالمي أدى إلى تفاقم الأزمات واندلاع الحروب، مع انتشار جرائم القتل والتدمير التي وصفها بأنها وصمة عار في جبين البشرية. وأكد أن هذا الواقع أضعف قدرة المؤسسات الدولية على التصدي للتحديات المشتركة، مشيرًا إلى أن مجلس الأمن أصبح مثالًا واضحًا على العجز المؤسسي.
وانتقد السيسي استخدام حق النقض “الفيتو” كأداة تعيق عمل المجلس، مما دفع العديد من الدول للمطالبة بإلغائه أو إصلاح آليات العمل الدولية. وأكد أن هذا العجز قد أدى إلى تراجع ثقة الدول في منظومة الأمم المتحدة، خاصة في قدرتها على حفظ السلم والأمن الدوليين.
في سياق حديثه عن الأزمات الراهنة، سلط الضوء على الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية بما فيها القدس تمثل واحدة من أخطر مظاهر ازدواجية المعايير. وأكد أن إسرائيل تواصل ممارسة أبشع صور العنف ضد المدنيين، بما في ذلك التجويع وحجب الخدمات الصحية، مما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة أعلن عنها رسميًا.
وجدّد السيسي رفض مصر القاطع لمحاولات فرض السيادة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، ومخططات بناء المستوطنات التي تهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافي والقانوني. وأكد أن مصر تواصل جهودها الحثيثة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، تمهيدًا لترتيبات إدارة قطاع غزة وإعادة إعماره.
وأكد الرئيس المصري على ضرورة التعاون الدولي لوقف هذا الانحدار الخطير في النظام العالمي، مشددًا على أن استعادة الثقة في المؤسسات الدولية يتطلب إصلاحًا جذريًا للآليات الحالية، خاصة في مجلس الأمن، لضمان قدرته على أداء دوره في حفظ السلام.
