أظهر فريق من الباحثين في جامعة “بريتيش كولومبيا” للمرة الأولى أن مادة “السيليكات” الموجودة في التربة تعزز تخثر الدم، ما يؤدي إلى إغلاق الجروح التي قد تكون مميتة بسرعة.
وقال الدكتور “كريستيان كاستروب”، أستاذ الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية وكبير باحثي الدراسة: “إن التربة ليست لمجرد زراعة المواد الغذائية والبناء. اكتشفنا هنا أن التربة يمكن أن تساعد في السيطرة على النزيف بعد الإصابة عن طريق تحفيز التخثر”.
عندما تتفاعل التربة مع الدم، فإنها تؤدي إلى تنشيط بروتين يعرف باسم “عامل التخثر XII”، الذي يمكّن سلسلة من التفاعلات التي تغلق الجرح في النهاية وتحد من فقدان الدم المميت.
ويقول الدكتور “كاستروب”: “النزيف المفرط مسؤول عن 40% من وفيات مرضى الصدمات؛ وفي المناطق النائية التي لا يمكن فيها الوصول إلى الرعاية الصحية وأدوات إغلاق الجروح، مثل الإسفنج والمواد المانعة للتسرب، يمكن استخدام التربة المعقمة لوقف النزيف القاتل بعد الإصابات”.
لا تجربها في المنزل
هذا لا يعني أنه يمكنك فقط رمي حفنة من الأوساخ على جرح ينزف؛ حيث تشكل التربة غير المعقمة خطر عدوى كبيرًا، ما قد يجعل الأمور أسوأ بكثير.
من المعروف أن الكزاز وفطريات التربة تنتقل عندما يمتلئ الجرح بالأوساخ، ولهذا يقوم الأطباء أولاً بتنظيف الجرح قبل وضع الدواء والضمادة.
ومع ذلك، يمكن أن يكون للنتائج آثار مهمة على كيفية معالجة الجروح في المستشفيات أو حتى في ساحة المعركة؛ حيث يمكن للأطباء استخدام التربة المعقمة للتحكم في النزيف وحتى تعلم أشياء جديدة حول كيفية حدوث العدوى بعد الصدمة.
