الجميع تحوّل إلى ضحية لحرب الإمارات.. أبوظبي مستمرة في نشر البؤس والخراب في اليمن

محرر 27 أكتوبر 2019
الجميع تحوّل إلى ضحية لحرب الإمارات.. أبوظبي مستمرة في نشر البؤس والخراب في اليمن

تنشر ويلات حرب دولة الإمارات على اليمن البؤس والخراب بحيث يتدهور الوضع الإنساني فيه لمنحنى خطير يأخذ أشكالا متعددة من قنابل وأمراض معدية وسوء تغذية.

الجميع في اليمن تحوّل إلى ضحية لحرب الإمارات وانقلاب الحوثيين بعد أن حصدت أرواح أكثر من 90 ألف يمني، وشردت أزيد من 3 ملايين مواطن.

ويشعر اليمنيون بأن العالم قد تخلى عنهم ونسيهم، وأن المجتمع الدولي لا يتحمل مسؤوليته تجاههم، خاصة أن الحرب في بلدها والحصار المضروب على العديد من مناطقها، أدى إلى ندرة في المواد الغذائية، أو إلى ارتفاع أسعارها في الأسواق.

ويعاني اليمنيون من انهيار مرافق الدولة والخدمات الأساسية في اغلب المناطق، فيما الجزء الأكبر منهم يعيش على المساعدات الانسانية بشرط وصولها للمحتاجين، وان الجزء الآخر يستفيد من إعانات المغتربين الذين يعملون في الخارج.

وتوقّفت مرافق الدولة على دفع الأجور لنسبة كبيرة من الموظفين، بعد سيطرة مليشيات الحوثي على مقدرات الدولة كما أن المستشفيات ممتلئة بالمرضى والمصابين، وهي اهداف مشروعة بالنسبة لأطراف النزاع.

وفضلا عن الحرب وما تخلفه من ويلات فإن الإمارات تعد الراعي الرسمي لنشر الفوضى وعمليات القتل بفعل دعمها عسكريا وماليا ميليشيات مسلحة خارجة عن القانون.

وقد شكّل هجوم الطيران الإماراتي على مواقع وتعزيزات للجيش اليمني بمحافظتي عدن وأبين (جنوب)، في أغسطس الماضي، لحظة فارقة في مسار الحرب في اليمن، وحولت عدن إلى عاصمة محتلة جديدة من قبل انقلابين تدعمهم أبوظبي.

ومع مرور أكثر من 50 يوماً على الانقلاب الذي نفذه المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، في العاصمة المؤقتة عدن، تظهر الأحداث الأخيرة التي تشهدها المدينة أن الوضع لا يختلف كثيراً عما هو الحال عليه في العاصمة صنعاء، التي تقبع تحت سيطرة جماعة الحوثيين، وإن كان ذلك يتم بشعارات ووجهات ولاء خارجية مختلفة.

وبينما بدأ الحوثيون بفرض أنفسهم كسلطة أمر واقع بصنعاء في أواخر 2014، يعزز المجلس الانتقالي الجنوبي من تحركاته بنفس التصرفات، من خلال سطو قادته على المناصب والمؤسسات الحكومية، فيما ينهمك آخرون بانتهاكات واقتحامات لمنازل المعارضين المفترضين، وتزداد في الوقت ذاته نسب الجريمة المروعة، وحوادث القتل إضافة إلى العثور على جثث قتلى من المدنيين.

في مقال نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية لصحفية زارت عدن، قالت بيثان ماكيرنان، إن عدن تشهد ثلاثة صراعات في واحد، إضافة إلى تحالفات متغيرة وجبهة انفصالية جديدة، وسعي كل طرف للوصول إلى هدفه الذي ينشده.

وتضيف الصحيفة أنه منذ استيلاء المجلس الانتقالي على عدن وطرده للجنود والجيش التابع للرئيس عبد ربه منصور هادي، تعيش المدينة في فوضى واسعة، ونفذت عمليات قتل ونهب في معظم أرجاء المدينة.

وتصف الصحيفة الوضع في عدن، بأنه تشابك معقد من مليشيات انفصالية وسياسيين انفصاليين يحاولون تعزيز سيطرتهم على الوضع في تحالف قد لا يزال قائماً ربما على الورق؛ لكنه لا يعني شيئاً في الواقع.

وأشارت إلى أن ما حدث في عدن “يجعل من الصعب جداً إيقاف الحرب التي حصدت أرواح أكثر من 100 ألف شخص وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية عالمية”.

وأطلق المرصد اليمني الأمريكي لحماية حقوق الإنسان، ومقره واشنطن؛ تقريراً حول انتهاكات حقوق الإنسان في محافظات عدن، وأبين، وشبوة، من قبل مليشيا المجلس الانتقالي بين 2 و30 أغسطس 2019، كاشفاً عن وقوع (6978) انتهاكاً، تصدرت عدن النسبة الأعلى فيها.

وتشهد عدن حالة فوضى وعنف غير مسبوق وتنامي الخوف والهلع، في ظل استمرار القتل بالهوية وانتشار الجثث بشوارع المدينة، بعد الانقلاب المدعوم إماراتياً.

وتداول ناشطون على نطاق واسع مقطعاً صادماً لهذه الإعدامات وعمليات التصفية خارج نطاق القانون التي تنفذها مليشيات الإمارات، وكانت بحق مدنيين.

وأظهر المقطع المتداول قيام عناصر تابعة لمليشيات “هاني بن بريك”، المدعوم إماراتياً، بتصفية مدنيين بينهم طفل، في حادثة هزت الشارع اليمني.

كما انتشرت، خلال الشهرين الأخيرين، قصص العثور على جثث مرمية في الشوارع، يقول سكان إنها لمدنيين تمت تصفيتهم بسبب خلافات شخصية في ظل انفلات أمني كبير تشهده المدينة.

وتشن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي ملاحقات ومداهمات مستمرة لمنازل مناوئيها والمعارضين للإمارات ومسؤولين حكوميين وعسكريين.

كما شهدت عدن عمليات نهب واسعة استهدفت محالَّ تجارية لمعارضين للسياسات الإماراتية باليمن، ومنازل مسؤولين حكوميين بينهم وزراء وقيادات عسكرية، إضافة إلى مصارف ومصانع ومخازن.

وتقول الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، إن التطورات الأخيرة في عدن “وما نجم عنها من تمرد وانقلاب مسلح نفذته مليشيات ما يسمى المجلس الانتقالي، وسيطرتها على مؤسسات الدولة، أحدثت تدهوراً كبيراً في مستوى الخدمات”.

وكانت منظمة “رايتس رادار” لحقوق الإنسان، ومقرها أمستردام، دعت إلى وقف موجة الانتهاكات الجسيمة التي ترتكب في حق مدنيين بمحافظتي عدن وأبين، من قبل مسلحي المجلس الانتقالي، المدعوم من الإمارات.

وطالبت المنظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بسرعة “التدخل العاجل لوقف هذه الموجة من الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين الذين طالتهم حملات الاعتقالات والتصفيات الجسدية، وممارسة الضغط على التحالف الذي تقوده السعودية للقيام بدوره في منع حدوث تجاوزات تنتهك القانون الإنساني الدولي”.

*امارات ليكس

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept