تعيش مدينة عدن, العاصمة المؤقتة للبلاد حالة رعب وتخوف من زيادة العنف في المدينة, خصوصاً مع استمرار المداهمات الليلية والاعتقالات غير القانونية, من قبل الحزام الأمني, والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً, تطال الموالين للحكومة الشرعية والمناوئين لأجندة الإمارات.
وعبر ناشطون في المدينة عن توجسهم من مشروع إماراتي, من أن يحيل المدينة إلى واقع من الاقتتال بالهوية والمناطقية, قد يعم محافظات أخرى يمنية, جنوب البلاد, وهو مشهد يشبه مشاهد عاشته وتعيشه مدن عراقية وسورية, بسب سيطرة جماعات متشددة, خارجة عن سلطات الدولة في هذين البلدين.
وتوقعت المحامية ميسون عباد أن محافظات “عدن ولحج وأبين وشبوة” ستشهد في الأيام القادمة تفجيرات كبيرة في الأسواق والساحات العامة, وعمليات اغتيال لجنود في الأحزمة والنخب الإماراتية, ومواطنين.
وحذرت عباد في رسالة لها, من هذا التطور, الذي ستعمل عليها الإمارات من خلال مخابراتها, بالتعاون مع أدواتها, في عدن وبقية المحافظات, لتقنع بهذه الفوضى المجتمع الدولي بأنها في مواجهة مفتوحة مع الإرهاب جنوب اليمن, ما يحتم بقاءها.
كما تهدف الإمارات بحسب عباد إلى خلق رأي عام محلي يتعاطف معها, بأن هناك جماعات إرهابية تعمل على محاربتها, للتغطية على قصفها لقوات الجيش في عدن وأبين, الذي حدث في الأيام الماضية, إضافة إلى التصفيات والإعدامات غير القانونية, وبصورة وحشية, لمعارضين لها تم تداولها على نحو كبير في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
ودشنت الإمارات أول مسرحياتها بحسب الناشطين بقتل 3 من عناصر الحزام الأمني, ظهر اليوم الجمعة, بهجوم انتحاري بدرجة نارية استهدف مركبة أمنية تقف في دوار مديرية دار سعد, شمال المدينة.
وفي التزامن أعلن الناشطون حالات إعدامات مختلفة في المحافظة, وتم تداول مقاطع فيديو لإعدامات وتصفيات لضباط وجنود ينتمون إلى محافظة أبين, وعدن تمت بعد القصف الإماراتي على الجيش الوطني, والذي راح ضحيته 300 شهيد وقتيل بحسب بيان للحكومة اليمنية الخميس.
الصحفي خالد الشودري وصف مشهد أحد الاعدامات بأنه جزء من الجرائم البشعة التي يندى لها جبين كل إنسان حر, وهو يدل على إجرام مرتزقة الحزام الإجرامي الإماراتي, التي أقدمت على إعدام الضابط في الجيش العقيد حسين المنصوري.
الناشطة لطفية جمال, دعت ناشطات السلام, وحقوق الإنسان للتحرك من أجل فضح وإيقاف الانتهاكات التي ترقى إلى جرائم حرب, والتي تتم في عدن, ووصفتها بالصادمة لكنها لم تستثير بعد الحقوقيين وأدعياء السلام.
وأشار الصحفي مصطفى راجح إلى أن تنظيمي القاعدة وداعش أصبحا مندمجين في كيان واحد يدعى المجلس الانتقالي, لقتلهم الجنود الجرحى ممن نجوا من الغارات الإماراتية, مطالباً مندوب اليمن في مجلس الأمن عرضها ليشاهدوا جرائم الإمارات في اليمن.
وسقط أكثر من 400 بين قتيل وجريح الخميس القصف الإماراتي, الذي أعقبته إعدامات وتصفيات في مدينتي عدن وأبين, كما أوضحت بيانات حكومية, وتصريحات لناشطين مدنيين.
وقتل 13 مدنيا وأصيب 70 بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن, والذي أكد أن ما وصلته من إحصائيات, لـ48 ساعة فقط الماضية, والعدد مرشح للزيادة,
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليزا غاندي, إن الوضع هش للغاية والعائلات محاصرة, وغير قادرة على تأمين الغذاء والحصول على الرعاية الطبية.
ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز” في تقرير لها عن جيسون لي القائم بأعمال مدير منظمة “سيف ذا تشلدرن” الخاصة بالطفولة بأن السكان في عدن خائفون نقلاً عن موظفيه في المدينة, “خائفون مما سيحدث, بعد ذلك, وسمعت أصوات الطائرات وهي تقصف وتفجر, وقنابل تقتل وتشوه وتدمر بشكل عشوائي.