سقطرى.. جوهرة اليمن التي تثير لعاب أولاد زايد في خطر داهم! (تقرير خاص)

21 أبريل 2019
سقطرى.. جوهرة اليمن التي تثير لعاب أولاد زايد في خطر داهم! (تقرير خاص)

تواجه جزيرة سقطرى – أهم جزر اليمن على الإطلاق –  خطراً هو الأكبر على الإطلاق من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، التي لم تتخل ولو للحظة عن أطماع الاستحواذ على الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي وفي قلب طرق الملاحة العالمية.

وتفيد المعلومات والتقارير القادمة من الجزيرة الى أن الإمارات كثفت في الآونة الأخيرة درجة نشاطاتها المشبوهة داخل الجزيرة، عبر عدد من الوسائل من بينها: النشاط الخيري والجاسوسي والعسكري والاجتماعي.

وتسعى الإمارات لخلق واقع جديد في الجزيرة التي تلقت فيها الصفعة الأكبر منذ نحو عامين، حينما حاولت التحكم بالجزيرة بالقوة في شهر مايو الماضي، لكن رئيس الوزراء السابق أحمد عبيد بن دغر تصدى لهذه المحاولة ووأد التحركات العسكرية الإماراتية آنذاك في مهدها.

ويبدو أن الإمارات أدركت أن خيار المواجهة المباشرة سيبوء عليها بالفشل الذريع، ولا تريد تكرار تجربة بن دغر الأليمة، والتي تسببت لها بأكبر فضيحة إقليمية على الإطلاق.

ولهذا شرعت الإمارات في تنفيذ بعض النشاطات المجتمعية المشبوهة في الجزيرة منذ أشهر عبر قوتها الناعمة: الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد الخيرية، بالإضافة الى جملة من اللقاءات الموسعة مع مشائخ وسكان الجزيرة، حيث ساقت خلال تلك الاجتماعات وعوداً مغرية بمنح الجنسية وتأمين الوظائف والهجرة الى الخارج، مستغلة الوضع المادي الصعب لدى السقطريين خصوصاً واليمنيين بشكل عام.

مراقبون أكدوا لـ “عدن نيوز” أن النشاط الخيري والإغاثي الإماراتي في الجزيرة الهدف منه التغطية على الأنشطة التجسسية التي تقودها الإمارات هناك، حيث توافد على الجزيرة المئات من الجواسيس والعملاء الإماراتيين، من بينهم عاملين في الهلال الأحمر ومؤسسة خليفة بن زايد، ومهمتهم رصد المواقع والتحركات العسكرية في الجزيرة وإرسال مختلف المعلومات عن الجزيرة الى القيادة في أبوظبي.

وتفيد مصادر “عدن نيوز” بالجزيرة بأن قيادة السلطة المحلية فيها وعلى رأسها المحافظ رمزي محروس ضالعون في المخطط التآمري على الجزيرة، عبر جملة من التسهيلات التي منحت للإماراتيين والسماح لهم بإقامة فعاليات مشبوهة، تم فيها شراء ولاءات المشايخ والأعيان.

وأرجحت المصادر أن التنسيق بين الإمارات وبين السلطة المحلية بسقطرى بدأ عقب زيارة نفذها المحافظ محروس الى أبوظبي قبل أشهر، حيث شكلت تلك الزيارة منعرجاً فاصلاً في تطور المشهد بالجزيرة، وصار الإماراتيون يسرحون ويمرحون فيها ويفعلون ما يشاؤون دون أي دور رقابي للسلطات.

وفي الآونة الأخيرة بدأت القوات الإماراتية في الجزيرة في بناء شاليهات لجنودها في سواحل سقطرى، حيث تقوم تلك القوات بالإشراف على عمليات النهب الممنهج لثروات الجزيرة البرية والبحرية باتجاه الإمارات، وبات من المعتاد مشاهدة السفن وهي تنقل بشكل دوري كل المنهوبات من الجزيرة دون رقيب.

كما شرعت الإمارات في تجنيد المئات من أبناء الجزيرة ضمن كيانات مسلحة موازية للشرعية، في محاولة لاستنساخ تجربة قوات النخبة والحزام التي انشأتها الإمارات سابقاً في عدد من المدن جنوب اليمن، وخلق قوات النخبة السقطرية كفصيل متمرد على الشرعية وموال للإمارات في سقطرى.

  • أزمة سقطرى الأولى: المواجهة بين حكومة بن دغر والإمارات

ولطالما كانت جزيرة سقطرى مسرحاً لمواجهة محتدمة بين الحكومة الشرعية من جهة وبين الإمارات من جهة ثانية، كان أشدها حساسية في فترة رئيس الوزراء السابق الدكتور أحمد عبيد بن دغر قبل عام. حيث بدأت تلك الأزمة بين الحكومة اليمنية والإمارات، بعد استقدام الأخيرة قوة عسكرية مطلع مايو 2018، مكوّنة من أكثر من 100 جندي وعدد من الدبابات والعربات العسكرية، ونشرها في مطار سقطرى ومينائها، فضلاً عن منعها وفداً حكومياً من مغادرة الجزيرة، قبل أن تلحقها تعزيزات عسكرية جديدة مساء الجمعة ليصل عديد القوات الإماراتية الخاصة إلى نحو 300 جندي وضابط بسلاح ثقيل وآليات عسكرية

ورفض بن دغر يومها والوفد الحكومي المرافق مغادرة الجزيرة والاستجابة للضغوط الإماراتية، وخلال أيام اكتسبت الحكومة تعاطفاً وتأييداً شعبياً جارفاً، فيما سقطت الإمارات في فضيحة دولية تعد “الأسوأ” في تاريخها، الأمر الذي أدى الى تراجعها وانتصار الشرعية بعد وساطة سعودية.

  • أطماع إماراتية لا تنتهي:

منذ أول يوم لمشاركتها في التحالف العربي باليمن، لم تخف الإمارات سعيها للاستحواذ على ثروات اليمن وقرارها السيادي، مستغلة انقلاب الحوثيين على السلطة. أبوظبي كانت تسعى وراء هدف آخر بعيداً عمن الهدف المعلن للتحالف: دعم الشرعية وإنهاء الانقلاب، حيث بين المحلل السياسي الأجنبي أولريخسن أن “الإمارات استغلت الحرب اليمنية من أجل إقامة منطقة نفوذ خاصة بها”. وفي الوقت الحالي، لا تسيطر الإمارات على مدينة عدن فسحب، التي تعتبر منافسا قويا لميناء دبي البحري “جبل علي”، وإنما تمكنت أيضا من فرض سيطرتها على موانئ مدينتي المكلا والشحر اليمنيتين بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.

فضلا عن ذلك، قامت الإمارات ببناء قاعدة عسكرية فوق جزيرة “سقطرى” اليمنية، ذات الموقع الإستراتيجي المتميز. ومن جهة أخرى، شاركت القوات الإماراتية في الاستيلاء على ميناء “المخا” اليمني. وبالتالي، أصبحت الإمارات تسيطر على كافة الموانئ اليمنية بصورة مباشرة وغير مباشرة، باستثناء ميناء الحديدة.

في الواقع، يمتد نفوذ الإمارات إلى أبعد من الموانئ البحرية في اليمن. فالإمارات تضع يدها على الموانئ البحرية الواقعة على قناة السويس في مصر، وموانئ الهند، وكافة موانئ البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى موانئ دول القرن الأفريقي.

ويوماً بعد آخر يدرك اليمنيون أن أكبر أخطائهم على الإطلاق كان الاطمئنان الى الحليف الإماراتي وإتاحة الفرصة له للتوغل في الأرض اليمنية، حيث تعاظم خطره وبات يهدد اليمن وحدة وشعباً وثروة، بل إنه بات يشكل خطراً أعظم من خطر الحوثيين أنفسهم، وصار وجوده سبباً رئيسياً في انتكاسة مشروع المقاومة المسلحة ضد الحوثيين، ولا بد من مواجهة هذا الخطر وهزيمته عسكرياً قبل أي حديث عن حسم عسكري ضد الحوثيين.

 

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق