كشفت التصريحات الأخيرة للأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله والمستشار الدبلوماسي أنور قرقاش عن توجهات إماراتية صريحة تتبنى مسارات تعمق التباين داخل التحالف العربي، حيث وصل الحد بعبدالله إلى مهاجمة القيادة السعودية ووصف التهديدات العسكرية بوقف تحركات المجلس الانتقالي في حضرموت والمهرة بـ “الجنون”، معتبراً أن التحالف انتهى عملياً منذ عام 2019، وموجهاً خطاباً حاداً لقائد التحالف بضرورة التركيز على صنعاء بدلاً من التدخل في تقرير مصير ما وصفه بـ “الجنوب العربي”.
وأظهرت هذه المواقف إصراراً إماراتياً على تقويض الشرعية اليمنية التي وصفها عبدالخالق عبدالله بأنها أصبحت “عبئاً” يجب شطبه سياسياً وإدارياً، مدعياً أن وحدة اليمن لم تكن يوماً ضمن أولويات التحالف، وهو ما يتقاطع مع سعي أبوظبي لفرض واقع الانفصال ودعم تحركات المجلس الانتقالي التي قوبلت بتحذيرات مباشرة من المتحدث باسم التحالف اللواء تركي المالكي، والذي أكد أن أي محاولة لفرض أمر واقع بالقوة في المحافظات الشرقية ستواجه بإجراءات فورية.
وعلى الرغم من محاولة أنور قرقاش تلطيف الأجواء بالحديث عن حفظ الصداقات والتحالفات، إلا أنه جدد التأكيد على دعم بلاده لما وصفه بـ “حق تقرير المصير” في الجنوب، زاعماً أن الإمارات لا تسعى للنفوذ بل تلبي إرادة الأطراف المحلية، في إشارة واضحة تشرعن التحركات التي يقودها حلفاء أبوظبي في حضرموت والمهرة والتي تسببت في توتير العلاقات مع الرياض.
وأضافت هذه الردود الإماراتية المتزامنة مع حملات سياسية وإعلامية مؤشرات على رغبة في التنصل من الالتزامات المشتركة تجاه الدولة اليمنية الموحدة، حيث يرى مراقبون أن حديث قرقاش عن “الحملات الشرسة” ضد بلاده ومطالبته بعدم قطع “حبال المودة” يأتي في وقت تمارس فيه الإمارات سياسات على الأرض تكرس الانقسام وتدعم القوى المطالبة بالاستقلال بعيداً عن أهداف التحالف المعلنة.















