السفير السعودي لدى اليمن سعيد آل جابر استطاع خلال الفترة الماضية انتزاع كامل الصلاحيات في التصرف بالملف اليمني من خلال الخطوة الأولى في تربعه على رأس مركز إسناد لإعادة إعمار اليمن الذي سحب نفوذ مركز الملك سلمان للاغاثة الإنسانية وأزاح نفوذ اللجنة الخاصة السعودية.
وانتهى الأمر إلى تهميش وتذويب وتغييب سلطة الرئيس هادي واظهارها للجمهور اليمني أنها ضعيفة وفاسدة ومتآكلة ومتهالكة وبسط اليد على أذرعها كنائب الرئيس علي محسن الأحمر و حكومة معين عبدالملك وتعطيل السلطة اليمنية الشرعية وطباخة كل القرارات والمواقف في مكتب السفير آل جابر لدرجة ذهابه للإشراف على وفد المفاوضين اليمنيين الممثلين لهادي الى استوكهولم في السويد.
وصعد الجابر مؤخرا من تحكمه بأداء السلطة الشرعية وأصبح هو من يلتقي بالمسؤولين اليمنيين في سلطة الرئيس هادي ويديرهم كما التقى آل جابر بالمبعوث الأممي وسفراء الدول لدى اليمن، في مشهد يعطل السلطة اليمنية تعطيلا كليا يدفع بالمجتمع الدولي لعدم التعامل معها.
ياتي هذا في خدمة المليشيات الحوثية التي بالغت في انتهاكاتها لحقوق الانسان وتدمير البلد والقضاء على بقايا نبض دولة مريضة لم تجد من يسعفها.
دعم ومساندة أم استعمار ومطاردة
الوقائع تؤكد أن السعودية استدرجت الرئيس هادي لإصدار سلسلة قرارات جمهورية ورئاسية تقضي بتعيين مسؤولين في الحكومة والسلطات المحلية وقيادات عسكرية وأمنية للنخب والأحزمة والكتائب الأمنية والعسكرية خارج إطار المؤسسة العسكرية والتشكيل الأمني الرسمي الدستوري ثم استخدمتهم لتقويض سلطات الشرعية في المناطق المحررة والزج بهم في المواجهة العسكرية ضد سلطة هادي وتنفيذ الاغتيالات وزعزعة الأمن في المناطق المحررة ومحاججة هادي أنه هو الذي وثق في هذه القيادات وأصدر لها القرارات لتمكينها من مفاصل حيوية خطيرة في مستويات السلطة كهاني بن بريك وعيدروس الزبيدي ولملمس وبن حمدون وفضل الجعدي وشلال شائع وعبدالرحمن حجري وعادل فارع الذبحاني -ابو العباس- وسلسلة لا حد لها من الأسماء التي تدين بالولاء للامارات والسعودية.
ومنع هادي ونائبه وكتلة من حكومته من العودة الى بلدهم بحجة الاخطار الامنية مع أن حقيقة الامر هو عدم رضا التحالف عن هادي واستكمال تعطيل سلطته والاجهاز على اي التفاف شعبي حوله.
الأرض مقابل البقاء الشكلي المؤقت
وعطل التحالف العربي مطارات اليمن في المناطق المحررة ورفض لطيران اليمنية المبيت في مطار عدن.
كما سيطر التحالف على موارد طيران اليمنية ورسوم الصفر الدولي في قطاع الاتصالات ويقوم بتوريدها للحوثيين في صنعاء.
مؤخرا دخلت السعودية علنا متجاوزة شهيتها الخفية الى محافظة المهرة لتبسط سيطرتها بقوات عسكرية على المحافظة ما أدى إلى انفجا الوضع في المحافظة بعد أن تصرف السفير آل جابر وكأنه حاكم عسكري لليمن واستدعى هادي لزيارة المحافظة في أغسطس 2018 واستقبله في مطار الغيظة فيما يشير إلى أنه هو صاحب الأرض ورئيس البلاد ضيف اجنبي.
وفي المهرة شرق اليمن تصاعد الاحتقان لتنفجر ثورة شعبية بلغت ذروتها ليعلن بن عفرار وكيل المحافظة المقال بايعاز ورغبة سعودية الى نية وعزم اهالي المهرة اعلان مقاومة مسلحة للاحتلال السعودي لاراضي المحافظة اليمنية. في ظل صمت كامل لسلطة هادي الرسمية على ما يجري هناك.
*التفريط بالسيادة الوطنية
يقيم الرئيس هادي وفريقه في كومباوند فخم في العاصمة السعودية الرياض ويتلقى اموالا كبيرة من سلطات المملكة السعودية نظير خضوعه لقراراتها ورغباتها وعبثها في اليمن وتتفاقم مشاكل بلده كل يوم عسكريا وإنسانياً وامنيا واجتماعيا
وتتلاشى سلطته بسرعة كبيرة يتوقع كثيرون انها لن تستمر الى ما بعد 2019.
ويفرط بالسيادة الوطنية ويسلم كافة شؤون ومسؤليات سلطته لاجندة خارجية وقوى غير يمنية.
وتبرز التساؤلات الكبرى هنا التي تحتاج إلى إجابات كبرى معنونة بمن سيخلف هادي في قيادة السلطة الشرعية؟
وهل معين عبدالملك هو مرشح السعودية لقيادة اليمن أم أحمد عوض بن مبارك السفير اليمني في واشنطن؟
أم غيرهما ولمن ستكون الضمجة اليمنية للامارات ام للسعودية ام لإيران؟!!
فهل ستجد اليمن تلك البلدة العنيدة من يفهم لغة قضيتها ويقودها بإرادة كاملة.
مادة منقولة لكنها مهمة
مصادر مقربة من السفير اليمني في واشنطن أكدت مؤخرا إن رئيس الوزراء اليمني الحالي تم تعيينه بقرار سعودي اتخذه السفير آل جابر حصريا وفرضه على الرئيس هادي دون أي احترام لسيادة السلطة اليمنية في ادارة شؤونها الداخلية.
منقول