محافظ شبوة الجديد يواجه فوضى أمنية مدعومة من أبوظبي

محرر 414 يناير 2019
محافظ شبوة الجديد يواجه فوضى أمنية مدعومة من أبوظبي

يواجه حاكم محافظة شبوة (جنوب شرق اليمن)، المعين حديثا، تحديات عدة، أهمها الفوضى الأمنية، وسط تساؤلات عن مدى قدرته على تجاوزها في ظل حالة الاضطراب التي تعاني منها محافظات أخرى، سيطرة الحكومة الشرعية لا تعدو أن تكون شكلية عليها.

ويكاد يجمع مراقبون أن مساعي إشعال الفوضى في شبوة من خلال السياسات الأمنية التي تنتهجها قوات ما تسمى “النخبة الشبوانية”، المدعومة إماراتيا، ما زالت مستمرة، لـ”إفشال تحركات المحافظ الجديد، محمد صالح بن عديو، النشطة لترتيب أوضاع هذه المحافظة المعروفة بأنها غنية بالنفط“.


قرارات

ومنذ تعيين “بن عديو” حاكما لمدينة شبوة الغنية بالنفط، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تحرك الرجل بشكل نشط لاقى ارتياحا واسعا لدى قوى سياسية واجتماعية مختلفة، بعدما وضع الرجل “مكافحة الفساد” على سلم أولوياته.

وكان لافتا أن بن عديو اتخذ خطوات جريئة في هذا السياق، تجلت من خلال قرارات مهمة، لعل أبرزها “توريد ضريبة القات التي تقد بملايين الريالات يوميا إلى الحسابات الحكومية في البنك المركزي، وإيقاف الضريبة النفطية المفروضة على المشتقات النفطية المقدرة بـ7 ريالات للتر الواحد“.

كما أنه أصدر قرارا بإقالة مسؤول شركة النفط (فرع شبوة)، وإحالة ملفات فساد الشركة إلى نيابة الأموال العامة للتحقيق فيها.

 

آمال بعهد جديد

وفي هذا السياق، أكد مصدر مقرب من قيادة السلطة المحلية بشبوة أن المدينة تسطر عهدا جديدا، وتشهد تحولات تدفعها إلى واجهة الأحداث.

وأضاف المصدر لـعربي21، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن هناك التفافا شعبيا من مختلف القوى والتيارات حول المحافظ بن عديو، في حالة نادرة، في واقع هذه المدينة.

ووفقا للمصدر، فإن الآمال تحدو أبناء شبوة أن يصنع حاكمها الجديد تحولا في واقع المدينة الغنية بالثروات. مشيرا إلى أنه كان لافتا الموقف المؤيد الذي أبدته قيادات ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” منه، حيث سارع الشيخ، صالح بن فريد، إلى تأييده تحركات “بن عديو“.

وذكر المصدر المقرب من قيادة محافظة شبوة أن المحافظ بن عديو لديه رؤية لإنقاذ المحافظة، تنطلق من بوابة “التنمية، وتعزيز سلطات الدولة، ومحاربة الفساد“.

وتخضع شبوة النفطية لسيطرة قوات الحكومة الشرعية، لا سيما بعد تمكن قواتها من طرد الحوثيين من آخر معاقلهم في بيحان وعسيلان نهاية عام 2017.

لكنها تتقاسم السيطرة عليها مع قوات “النخبة الشبوانية”، التي تستمد تعليماتها وأوامرها الفعلية من قيادة القوات الإماراتية، التي لعبت دورا بارزا في تكوينها، وتدريبها، وتسليحها.

وتنتشر هذه القوات في مناطق استراتيجية، حيث حقول النفط، ومواقع حيوية أخرى منها منشأة بلحاف التي حولتها القوات الإماراتية إلى قاعدة عسكرية تابعة لها.

وفي الأيام القليلة الماضية، شهدت مدينة شبوة معارك طاحنة بين قواتالنخبة الشبوانية” مدعومة بغطاء جوي إماراتي، وبين أهالي قرية الهجر في بلدة مرخة السفلى، غربي المدينة.

واندلعت المعارك، في 5 كانون الثاني/ يناير الجاري، إثر قيام القوة المدعومة من أبوظبي بمداهمة منزل أحد سكان القرية، بذريعة انتمائه لتنظيم القاعدة، دون أن تراعي القاطنين في المنزل من نساء وأطفال. وفقا لمصادر محلية.

وحسب مصدرين تحدثا لـعربي21حينها، فإن أهالي المنطقة ذات الطبيعة القبلية، تداعوا لإيقاف المداهمة على المنزل، الأمر الذي تطور إلى مواجهات دامية بينهما.

 

وأسفرت المواجهات عن سقوط قتلى مدنيين بينهم طفل، بالإضافة إلى قتلى من عناصر المداهمة، الأمر الذي دفع الحكومة اليمنية لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأن أسباب الاشتباكات والخسائر الناتجة عن ذلك.


وتكتسب محافظة شبوة أهمية كبيرة، وتمتاز بمواصفات مغرية جدا، جعلت منها مطمعا لقوى مختلفة تحلم بالسيطرة عليها، والتحكم بجغرافيتها الواسعة، وبمقوماتها من موانئ وثروة نفطية. وفقا لما صرح به ناشط سياسي لـعربي21“.


صراع متعدد

وقال الناشط السياسي، الذي طلب عدم كشف هويته، إن شبوة تشهد صراعا قويا متعدد الأوجه والاتجاهات.

وتابع: “ففي الوقت الذي تجتهد قوى محلية تدار من مدينة عدن (جنوبا) عبر النخبة الشبوانية في إحكام قبضتها كليا على مدينة شبوة، برز مؤخرا طرف ثوري جديد، يقوده أحمد بن مساعد، أحد هوامير النفط، وشخصية اجتماعية ذات ثقل كبير، لتغيير معادلة النفوذ فيها، عبر استغلال حالة الاستياء والتذمر الشعبي هناك، من سياسات التحالف العربي بقيادة السعودية، وإدارته لملف هذه المدينة”. على حد قوله.

لكنه استدرك قائلا: “قرار الرئيس، عبدربه منصور هادي، تعيين المحافظ الجديد محمد بن عديو، الذي يتمتع بسمعة طيبة، وقبول شعبي كبير، دفع أطرافا لتغيير تكتيكاتها، بعد انكشاف كثير منها، ومحاولة الاندماج في العهد الجديد من جهة، وابتزاز الرجل بوسائل عدة لتمرير أجندتها من جهة أخرى.

وأوضح الناشط السياسي أن المرحلة حبلى بالمفاجآت، وستكشف كثيرا من المواقف. لافتا إلى أن بن مساعد، كأحد الأطراف الفاعلة والثائرة ضد إدارة التحالف، وتحديدا الإمارات، للمدينة التي غادرها عقب تعيين بن عديو محافظا لشبوة، كان قد تصدر المشهد فيها، بفعل الفراغ السياسي والأمني الذي تعيشه المدينة.

وأكد أن تعيين بن عديو مثّل ضربة موفقة من قبل الرئيس هادي، لسد الفراغ في شبوة، وهو ما أزعج “أبوظبي” وحلفائها، وبالتالي، اندفعت نحو إشعال الفوضى في الريف الغربي من شبوة، كون الملف الأمني يمثل أولوية قصوى لدى الرجل.


فوضى التحالف

من جانبه، يتفق رئيس تجمع القوى المدنية بجنوب اليمن، عبدالكريم السعدي، مع ما ذكره الناشط السياسي بشأن أن هناك قوى أزعجها قدوم المحافظ الجديد لمحافظة شبوة.

وقال السعدي، في حديث خاص لـعربي21، إن مشروع الفوضى في شبوة ليس خارجا عن حدود المحافظات الجنوبية، التي باتت أرضية لمشاريع من هذا الطراز.

وأضاف أن هناك أطرافا في التحالف (التحالف العسكري بقيادة السعودية باليمن) تقود هذا المشروع، لأنها ترى “اختطاف موقع قيادة السلطة المحلية بشبوةتهديدا لطموحاتها وأطماعها فيها، وما يشكله الامتداد الجغرافي لها.

وأوضح السياسي السعدي أن هذه الحقيقة لم تعد غائبة عن أحد. مؤكدا أن ما يحدث في شبوة يعد امتدادا لما يجري في مدن “عدن وأبين” (جنوبا) وحضرموت (شرقا) وغيرهما من المحافظات الجنوبية.

وفي وقت سابق من عام 2018، عصفت بشبوة توترات أمنية وعسكرية، إثر هجمات نفذتها قوات النخبة على مقرات أمنية تابعة للشرطة المحلية في عدد من المديريات، واحتجزت جنودا حكوميين، قبل أن تقوم بتحويلها إلى مقرات لما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي”، الذي تشكل في أيار/ مايو 2017، وهو الآخر بتمويل من حكومة “أبوظبي“.

 

*عربي21

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق