تشهد جبهات القتال في محافظة مأرب، شمال شرق اليمن، موجة تصعيد عسكري غير مسبوقة، حيث تدور معارك عنيفة بين قوات الجيش الوطني ومليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانيًا.
وتأتي هذه الاشتباكات في إطار محاولات متكررة من قبل المليشيا لتحقيق تقدم ميداني، بعد سلسلة من الإخفاقات التي منيت بها خلال الفترة الماضية.
ووفقًا لمصادر ميدانية، شنت المليشيا هجومًا واسعًا على عدة محاور في جبهتي صرواح وجبل مراد، مستخدمةً قذائف المدفعية والصواريخ بكثافة، بالإضافة إلى طائرات مسيرة استهدفت تجمعات لقوات الجيش الوطني.
لكن الهجوم اصطدم بمقاومة شديدة من قبل قوات الجيش، التي نجحت في صد الهجوم وتكبيد المليشيا خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، بفضل التخطيط الميداني الدقيق والقيادة الفاعلة.
وأفادت تقارير أولية بأن وحدات الجيش نفذت هجمات مضادة ناجحة، أجبرت المليشيا على التراجع من عدة نقاط تمكنت من السيطرة عليها مؤقتًا.
من جانبهم، أكدت مصادر عسكرية أن قوات الجيش الوطني تمكنت من إلحاق خسائر كبيرة بالمليشيا، بما في ذلك مقتل العشرات من عناصرها، بينهم قادة ميدانيون، وتدمير عدد من الآليات العسكرية، وإسقاط طائرتين مسيرتين.
وتكتسب المعارك في مأرب أهمية استراتيجية كبيرة، كونها تمثل المعقل الأخير للحكومة الشرعية في شمال اليمن، فضلًا عن كونها مركزًا للثروة النفطية التي تسعى المليشيا للسيطرة عليها لتعزيز نفوذها في أي مفاوضات مستقبلية.
كما تثير التطورات العسكرية مخاوف إنسانية كبيرة، حيث تستضيف مأرب ملايين النازحين الفارين من مناطق سيطرة الحوثيين، مما يجعل أي تقدم للمليشيا تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين وزيادةً في حدة الأزمة الإنسانية، التي تعد الأسوأ على مستوى العالم.
ويرى مراقبون أن المعركة في مأرب حاسمة لمستقبل اليمن ككل، حيث يمثل فشل الهجوم الحوثي ضربةً لمعنويات المليشيا، بينما يعزز صمود الجيش الوطني من موقفه في الحفاظ على الاستقرار ومواجهة أي محاولات لزعزعة الأمن في المنطقة.















