التدخل العربي في اليمن.. حسابات المصالح والنفوذ تضعف هدف استعادة “الشرعية”

محرر 32 فبراير 2018
التدخل العربي في اليمن.. حسابات المصالح والنفوذ تضعف هدف استعادة “الشرعية”

عندما تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن في 26آذار/مارس 2015 بطلب من الرئيس الشرعي المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي، عقب انقلاب جماعة “الحوثيين” المتحالفة مع إيران، لم يدرْ بخلد اليمنيين أن التدخل سيكون له ثمن بهذا الحجم.

ففي حين نجحت القوات الإماراتية مسنودة بمقاومة شعبية في دحر الحوثيين من المدن الجنوبية إلى الشمال، جاء نجاحهم هذا بمقابل وهو السيطرة على جزيرة سقطرى، والتحكم بمدن الجنوب ومنافذها المائية ومطاراتها المدنية والعسكرية.

وتقع جزيرة سقطرى اليمنية في المحيط الهندي جنوب اليمن وتبعد عن محافظة عدن بحوالي 530 كيلو متر، وتتمتع بقيمة عالمية بفضل ثروتها من النباتات النادرة، وتضم 825 نوعاً مختلفا 37 في المئة منها غير موجود في أي مكان اخر بالعالم.

وعلى ما يبدو فإن لدى الإمارات أهدافاً مختلفة من الحرب في اليمن،حيث تسعى الإمارات إلى بناء تشكيلات عسكرية تدين بالولاء لها، وصنع تحالفات قبلية للهيمنة على مدن الجنوب بما فيها السواحل التي تمتد على مسافة تزيد عن 1500 كم.

وفي هذا الصدد قال الصحافي جمال حسن لـ”المصدر أونلاين”: تستغل الإمارات الوضع السياسي في اليمن، لكي تعمل لأجندتها ، وهي ترى مصلحتها في بقاء اليمن مفككاً وفي حالة صراع.

وقال مصدر محلي في سقطرى اشترط عدم ذكر اسمه: إن النشاط الإماراتي بدأ مع انطلاق عملية عاصفة الحزم قبل عامين. لتتحول سقطرى من جزيرة تحتضن أنواعاً نادرة من النباتات في العالم، إلى ما يشبه القاعدة العسكرية. حيث قامت ابو ظبي  بتجنيد 700. فرداً من أبناء الجزيرة وأنشات وحدة طيران عمودي، تم تدريب عناصرها في الإمارات، وجلبت ثلاث طائرات عمودية استطلاعية وزوارق بحرية عسكرية.

وأضاف: تم تكليف الأفراد الذين تلقوا التدريب في الإمارات بحماية أمن مطار سقطرى، و إعفاء قوات خفر السواحل المحسوبة على الرئيس هادي من مهام حماية الميناء، واستبدلتهم بعناصر من القوات التي دربتها، واستقدمت 5 ضباط إماراتيين للإشراف على الانشطة التي تجري في الجزيرة.

تواصل المصدر أونلاين مع ثلاثة مسؤولين في حكومة الرئيس هادي للتعليق حول الموضوع ولكنهم جميعاً رفضوا الرد.
وقال أحدهم في تصريح مقتضب: لا أحد من المسؤولين الحكوميين بوسعه أن يتحدث معك حول هذا الموضوع.
وقال ناشط من أبناء سقطرى فضل عدم ذكر اسمه للمصدر أونلاين: “شاهدت حضور الإمارات في سقطرى ، من بعد إعصاري “تشابالا وميج” باسم المساعدات الانسانية عن طريق الهلال الأحمر الإماراتي.”
أضاف: “نقدر تلك المساعدات والأعمال الإنسانية لكننا لا نفهم الوجود العسكري الذي يكبر كل يوم، ولا نستطيع أن نفهم تحكم ابو ظبي بالسلطة المحلية. أبناء سقطرى لم يكونوا طرفاً في أي صراع، وفجأة بدت الجزيرة مدججه بالسلاح، وأصبحنا نشاهد الاستعراضات العسكرية، ونقاط التفتيش. تقود ابو ظبي معسكرات تجنيد. مجتمعنا غير متعود على كل هذا الرعب العسكري.”
وفيما يبدو فان عاصمة النفط والمال وجدت أرضاً واسعة استكشفت من خلالها الرائحة النفاذة للقوة كي تمارس نفوذها على مسافة أكثر من ألف كيلومتر خارج حدودها.
وفي مدينة عدن تمتلك الإمارات الكلمة العليا. فهي تسيطر على المطار والميناء، ولديها قوات عسكرية تحت إمرتها. هذه القوات تسمى «الحزام الأمني» وتم تشكيلها من عناصر تابعة للحراك الجنوبي الذي يتبنى مطلب انفصال جنوب اليمن عن شمالة.
وكثفت أبو ظبي جهودها لبناء قوة جنوبية، وقلصت وجود قواتها شمال البلاد في أعقاب هجوم صاروخي شنه الحوثيون أسفر عن مقتل قرابة 52  من جنود الإمارات شرق مدينة مأرب في ايلول/ سبتمبر2015 وهي افدح خسارة لحقت بالجيش الإماراتي على مدار تاريخه.
إن الامارات وهي دولة حديثة  صغيرة  المساحة والسكان ولديها ثروة نفطية تمكنت من بناء جيش مدرب وقوي وفي إطار سعيها لبناء شعور وطني وللتحوّل إلى أمة أقوى، أرسلت قوات تدخّل إلى” لبنان، والصومال، وكوسوفو، وافغانستان، وليبيا، بحسب معهد واشنطن للدراسات. “
قال مصدر محلي اشترط  عدم ذكر اسمه: «قامت الإمارات بتدريب وتمويل آلاف الشبان، في كل من “عدن، لحج، شبوه وحضرموت، وهم بمثابة جيش جاهز لخدمة أجندتها».

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept