كشفت مصادر مقربة عن الظروف المؤلمة التي سبقت وفاة الفنان الشعبي اليمني علي عنبة، الذي توفي فجأة في العاصمة المصرية القاهرة بعد 18 يوماً فقط من وصوله إليها هرباً من واقع قاسي في بلده.
وعاش عنبة سنواته الأخيرة تحت ضغط نفسي ومعيشي شديد، بسبب ملاحقة المليشيات الحوثية له ولغيره من الفنانين في صنعاء، حيث تعرض لإجراءات قضائية مرهقة لمدة ست سنوات، بسبب نزاع على قطعة أرض مجاورة لمنزله، بالإضافة إلى قرارات تعسفية أفقدته مصدر رزقه الوحيد.
وكان الفنان يعتمد كلياً على إحياء حفلات الزفاف المسائية، المعروفة محلياً بـ”السمرات الليلية”، والتي منعه الحوثيون من إقامة أي منها في صالات صنعاء، ما أدى إلى انقطاع دخله بالكامل. هذا التضييق المتواصل دفعه لاتخاذ قرار الهجرة النهائية مع عائلته، حيث غادر صنعاء في 20 سبتمبر الماضي متجهاً إلى عدن، ثم إلى القاهرة بحثاً عن حياة جديدة.
في مصر، بدأ عنبة مباشرة بترتيب أوراق إقامته، وتعميد شهادات أبنائه وتسجيلهم في المدارس، محاولاً تأمين مستقبلهم في الغربة، لكن القدر كان أسرع، حيث تعرض في مساء 10 أكتوبر لنوبة سكر حادة دخل على إثرها في غيبوبة، بينما كان بين زوجته وأطفاله.
وتأخر وصول الإسعاف إليه بسبب عدم قدرة أطفاله الصغار على التصرف، حتى تمكن جارهم المصري من إبلاغ السلطات.
ورغم نقله إلى المستشفى وإدخاله العناية المركزة، أعلن الأطباء وفاته فوراً، ليغيب عن الحياة بعيداً عن وطنه بعد رحلة بحث قصيرة عن الأمان.