في تطور دراماتيكي على الساحة اللبنانية، لقي إبراهيم عقيل، الشهير بـ”الحاج تحسين”، مصرعه في غارة جوية إسرائيلية استهدفته مؤخرًا.
عقيل، أحد أبرز القادة العسكريين في حزب الله، كان مطلوبًا من قبل عدة جهات دولية، بما فيها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI).
عقيل، الذي شغل منصب قائد وحدة الرضوان – النخبة القتالية في حزب الله – كان من المؤسسين الأوائل للتنظيم ومهندسًا رئيسيًا لاستراتيجياته العسكرية ضد إسرائيل.
نشأ في بيئة شيعية محافظة جنوب لبنان، وانضم إلى صفوف حزب الله منذ تأسيسه في بداية الثمانينيات.
على مر السنين، اكتسب عقيل سمعة كأحد أكثر القادة العسكريين نفوذًا في التنظيم، رغم تفضيله العمل بعيدًا عن الأضواء.
وفقًا لمصادر استخباراتية، لعب دورًا محوريًا في تطوير القدرات العسكرية لحزب الله، خاصة منظومة الصواريخ التي عززت مكانة التنظيم كقوة إقليمية.
قاد عقيل عدة عمليات عسكرية ضد القوات الإسرائيلية، بما في ذلك المعارك التي ساهمت في انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000. عُرف عنه تبنيه لاستراتيجية عسكرية تجمع بين القوة الصاروخية والحرب التقليدية، مؤمنًا بضرورة المواجهة المستمرة مع إسرائيل كجزء أساسي من عقيدة حزب الله.
رغم مكانته البارزة، ظل عقيل شخصية غامضة، نادرًا ما يظهر في وسائل الإعلام، مما يعكس سياسة حزب الله في الحفاظ على سرية قياداته العسكرية.
على الصعيد القانوني، كان عقيل مطلوبًا من قبل القضاء اللبناني لارتباطه بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق شفيق الوزان.
كما كان مدرجًا على قائمة المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) بتهمة التورط في تفجيرات السفارة الأمريكية وثكنات مشاة البحرية في بيروت عام 1983.
وضعت الحكومة الأمريكية مكافأة قدرها 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
يأتي مقتل عقيل في خضم تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله على خلفية الصراع في غزة، مما يثير تساؤلات جدية حول تداعيات هذا الحدث على مستقبل المواجهة بين الطرفين.
ويرى محللون أن فقدان شخصية بحجم عقيل قد يؤثر على القدرات العسكرية والتكتيكية لحزب الله، خاصة في ظل خبرته الطويلة وعلاقاته المتشعبة داخل التنظيم.
وفي حين لم يصدر تعليق رسمي من حزب الله حتى الآن، فإن مصادر مقربة من التنظيم أكدت أن مقتل عقيل لن يثني الحزب عن مواصلة نهجه المقاوم ضد إسرائيل.
من جانبها، اعتبرت إسرائيل – دون تأكيد رسمي لمسؤوليتها عن الغارة – أن إزاحة قيادي بهذا المستوى يمثل ضربة قوية لحزب الله وشبكاته العملياتية.