أصدرت مليشيات الدعم السريع بيانًا اليوم الخميس، أكدت فيه توقيف عدة أشخاص متهمين بارتكاب انتهاكات في مدينة الفاشر السودانية، بينهم شخص يُعرف باسم “أبو لولو”، والذي ارتبط اسمه مؤخرًا بأحداث عنف مروعة.
وجاء الإعلان عبر منشور على منصة “تليغرام”، حيث زعمت المليشيات اتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة المتورطين في التجاوزات، مع التأكيد على رفضها لأي انتهاكات ضد المدنيين.
وأكد “تحالف تأسيس”، الذراع السياسي للدعم السريع، التزامه بإبلاغ المنظمات الدولية بنتائج التحقيقات، مشددًا على حماية المدنيين وعدم التسامح مع مرتكبي الجرائم.
يأتي ذلك بعد أيام من ظهور مقاطع مصورة تظهر “أبو لولو” وهو ينفذ عمليات إعدام ميدانية في الفاشر، مما أثار موجة غضب واسعة. وكانت المليشيات قد نفت سابقًا انتماءه لها، رغم ظهوره مرارًا بزي عسكري إلى جانب عناصر منها.
استنكار دولي وتصعيد دبلوماسي
في سياق متصل، أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه البالغ إزاء الأوضاع في الفاشر، حيث أدان أعضاؤه الخمسة عشر هجمات الدعم السريع، ودعوا إلى وقف العنف فورًا.
كما طالب مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير الحارث إدريس، بتصنيف المليشيات كمنظمة إرهابية، ونزع سلاحها، وفرض عقوبات على داعميها، الذين وصفهم بـ”المعروفين للمجتمع الدولي”.
ودعا إدريس إلى فتح تحقيق دولي في ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية” التي يتعرض لها سكان الفاشر، وسط تقارير عن مقتل المئات وتدهور الأوضاع الإنسانية.
“أبو لولو”.. من مقاتل مغمور إلى رمز للرعب
تحول “أبو لولو”، واسمه الحقيقي الفاتح عبد الله إدريس، إلى أحد أكثر الأسماء إثارة للجدل في السودان، خاصة بعد انتشار مقاطع له وهو ينفذ إعدامات ميدانية.
ووفقًا لروايات محلية، ينتمي الرجل إلى مجموعات مسلحة في دارفور، واكتسب سمعة كمقاتل شرس قبل أن يتحول إلى قائد ميداني بارز.
وفي أغسطس الماضي، أثار مقطع مصور له وهو يقتل مدنيًا أعزل موجة غضب، مما دفع الدعم السريع إلى وعد بمحاسبته، لكنه ظهر لاحقًا في تسجيلات جديدة وهو يرتكب انتهاكات أخرى.
تأثير الصور وتداعياتها
أظهرت مقاطع متداولة “أبو لولو” محاطًا بمقاتلين يحتفون به، بينما تنتشر جثث ضحايا في الخلفية، مما زاد من الشكوك حول علاقته بالمليشيات المدعومة إماراتياً.
من جهته، وصف الصحفي السوداني علاء الدين محمود “أبو لولو” بأنه نموذج للعنف المنفلت، مشيرًا إلى أن اختيار أسماء حركية عنيفة يعكس ثقافة القتل لدى بعض المقاتلين.















