قالت صحيفة “جورزليم بوست” الإسرائيلية إن الإمارات العربية المتحدة منذ تدخلها في حرب اليمن عملت على إقصاء الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا والتي يرأسها عبد ربه منصور هادي، ودعمت الانفصاليين في جنوب البلاد.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها أعده الكاتب نيفيل تيلر ، أن الإمارات لم تستطع الاستمرار في دعمها المفترض لهادي في إعادة تأسيس الحكومة الوطنية اليمنية وفي الوقت نفسه دعمت المجلس الإنتقالي الجنوبي في السعي لتأسيس اليمن الجنوبي كدولة منفصلة.
وتابعت أن إعلان استقلال جنوب اليمن أحادي الجانب لم يأتِ من فراغ، وظلت تطلعات جنوب اليمن بالعودة إلى الحكم الذاتي قوية، وفي 2017-2018 حاول قادة جنوب اليمن مرة أخرى إعلان الإدارة الذاتية للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.
وأردفت “في سبتمبر 2019، بعد المكاسب العسكرية الكبيرة التي حققها الإنفصاليون الجنوبيون بدعم من الإمارات، تراجعت السعودية تفاوض الجانبان، المتمثلان بالحكومة اليمنية والمجلس الإنتقالي الجنوبي. وفي 25 أكتوبر، أعلنوا عن اتفاق لتقاسم السلطة تم توقيعه في الرياض في 5 نوفمبر”.
وبحسب الصحيفة فإنه بناءً على “اتفاق الرياض” تم تشكيل حكومة تقاسم السلطة بعد عام في 18 ديسمبر 2020. وضمت 24 وزيراً تم اختيارهم على قدم المساواة بين المحافظات الشمالية والجنوبية وضمت خمسة وزراء من المجلس الانتقالي الجنوبي.
وعن التواجد الإيراني في اليمن والمنطقة، قالت الصحيفة الإسرائيلية إن العزم على إحباط تطلع إيران للهيمنة على الشرق الأوسط خاصة في اليمن هو أحد العناصر التي توحد إسرائيل والموقعين العرب على اتفاقيات إبراهيم (اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل).
ووفقا للصحيفة فإن هذه الحقبة الجديدة من التطبيع الإسرائيلي العربي، لدى تل أبيب مصلحة مباشرة أكثر مما كانت عليه دائمًا في نتيجة الصراع الأهلي المستمر منذ عقود في اليمن، اذ تعتبر اثنين من اللاعبين الرئيسيين على الأرض هما السعودية والإمارات فالإمارات هي الموقع الأصلي على اتفاقية إبراهيم، وتعتبر السعودية هي احتمال وشيك.
وذكرت أنه في بداية عام 2020، انقسمت دولة اليمن البائسة التي مزقتها الحرب إلى أربعة جوانب. لم تكن الحكومات المتنافسة -إحداهما مدعومة من التحالف السعودي الإماراتي والأخرى من الحوثيين المدعومين من إيران- تقاتل من أجل السيطرة على البلاد ككل ولكن اليمن الجنوبي قد انفصل عن الشمال وأعلن الحكم الذاتي.
وقالت إنه لزيادة تعقيد الموقف، كان الانفصاليون في جنوب اليمن مدعومين من الإمارات، الأمر الذي كان غريبًا لأن الإمارات كانت تقاتل أيضًا الحوثيين نيابة عن الحكومة اليمنية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي والتي نددت بالخطوة الانفصالية بأنها “كارثية وخطيرة”.
تشير الصحيفة إلى أن إسرائيل لم تتورط أبدًا بشكل مباشر في الصراع باليمن، ومع ذلك، فإن تلك العناصر الإعلامية التي لا تتعامل بشكل ودي مع إسرائيل تؤكد أن الدولة اليهودية تقدم الدعم اللوجستي للتحالف الذي أنشأته المملكة العربية السعودية في عام 2015 لمواجهة الحوثيين.
ووفقا للمعلومات التي أوردها التقرير فإن جماعة الحوثي استولت على سفارة السعودية في العاصمة صنعاء، وحصلت على وثائق تكشف نوايا الولايات المتحدة لإنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة “بريم” اليمنية بالقرب من مضيق باب المندب، “لحماية أمريكا لمصالحها وضمان أمن إسرائيل”.
وتشير الصحيفة إلى أنه تم انتزاع جزيرة بريم ذات الأهمية الإستراتيجية من أيدي الحوثيين في عام 2015، وظلت تحت سيطرة التحالف منذ ذلك الحين.
يقول التقرير إن إسرائيل والسعودية والإمارات تعتبر مضيق باب المندب ذا أهمية إستراتيجية رئيسية في ضمان الوصول إلى المحيط الهندي وما وراءه، فالجميع يعتبرون أنه من الضروري منع وقوع المضيق في أيدي وكيل إيران مثل الحوثيين.
يمضي التقرير بالقول “كانت المملكة عازمة على منع إيران من توسيع وجودها في شبه الجزيرة العربية، وتدخلت في مارس 2015 لدحرهم، شكل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحالفًا من الدول العربية وحصل على دعم دبلوماسي من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتركيا وباكستان وشن سلسلة من الضربات الجوية ضد المتمردين”.
وختمت الصحفية الإسرائيلية تقريرها بالقول “طالما استمرت مشاركة إيران الحاقدة في اليمن، لا يبدو أن نهاية الصراع الأهلي في اليمن تلوح في الأفق”، مشيرة إلى أن التصميم على إحباط تطلع إيران للهيمنة على الشرق الأوسط هو أحد العناصر التي توحد إسرائيل والموقعين العرب على اتفاقيات إبراهيم.