هل تعتقد أنك في مأمن من المواد السامة عند شرب المياه المعبأة في القوارير البلاستيكية؟ طبعاً لا.
في دراسة حديثة، نشرت بتاريخ 14 مارس/آذار 2018، تم العثور على جزيئات من البلاستيك في قرابة 93% من عينات الماء المأخوذة من مختلف العلامات التجارية المتخصصة في تعبئة المياه المعدنية.
أجرت مجموعة من الباحثين بقيادة الأستاذة في جامعة نيويورك، شيري ميسون، تحليلاً لقرابة 250 قارورة مياه معدنية، أُخذت من تسعة دول في العالم، من بينها لبنان والهند والولايات المتحدة الأميركية.
أثبتت النتائج النهائية احتواء هذه المياه على قرابة 10.4 من جزيئات البلاستيك بحجم 0.10 مليمتر، في كل لتر من المياه.
وقالت رئيسة فريق البحث، إن جزيئات البلاستيك الموجودة في الماء تعود لعمليات التعبئة في حد ذاتها.
كشفت دراسة أخرى، نُشرت من قبل مجموعة “أورب ميديا الإعلامية”، في سبتمبر/أيلول سنة 2017، أن مياه الصنبور تحتوي على جزيئات البلاستيك بكميات قليلة.
قارورة الفولاذ المضادة للصدأ
تعتبر هذه المواد الأكثر ملاءمة، حيث يمكن استعمال القوارير المصنوعة من المعادن الطبيعية مثل الحديد، والنيكل، والكروم، والفولاذ المضاد للصدأ، والمواد الصحية، في حفظ المياه.
وغالباً ما تستعمل هذه المواد في الوسط الطبي الجراحي، وفي المطاعم، نظراً لأنها لا تترك أي طعم أو رائحة في المياه.
ولكن، هذا لا يعني أنه لا ينبغي تنظيف قعرها بين الفينة والأخرى، لأنها ستكون موطناً لتكاثر الميكروبات. ولكن، عند مقارنتها بالقوارير البلاستيكية، التي تعتبر إعادة استعمالها شبيهة بلعق المراحيض، فإنها تظل أكثر أمناً على الصحة.
القوارير الزجاجية
تقترح “مجلة الصحة” الفرنسية طريقة أخرى، نالت إعجاب الكثير من الأشخاص. وفي لقاء مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أورد مؤسس موقع “روسيت”، فنسنت كوب، الذي يبيع على موقعه العديد من المنتجات القابلة للاستعمال، أن “القوارير الزجاجية تحظى بقرابة 20 إلى 30% من مبيعات قوارير المياه على موقعنا”.
وتجدر الإشارة إلى أن الزجاج هو المادة الأكثر ملاءمة بالنسبة لصناعة زجاجة الرضاعة، لأنه لا يحتوي على البيسفينول أ، الذي يعتبر من مكونات البلاستيك والراتنج.
زجاجة بأعشاب البحر
هناك العديد من المبادرات التي تهدف إلى مقاومة استعمال البلاستيك في العالم أجمع. لعل أبرزها مبادرة الطالب الأيسلندي، آري جونسن، الفريدة من نوعها، التي تروج لفكرة صناعة قارورة قابلة للتحلل مصنوعة من الطحالب المائية، وبالتحديد الآغار، وهو مبلور طبيعي يستعمل أساساً في المطبخ.
وعندما تخلط هذه الأعشاب الطبيعية بالماء، تتحول إلى معجون هلامي يأخذ شكل القالب الذي يحتويه، ثم يبدأ بالتصلب ويتحلل عندما يتم إفراغه. ولكنه يبقى أكثر فاعلية من القارورة الفولاذية، بما أنه ذو طابع إيكولوجي.
أجهزة تنقية المياه
تشهد مبيعات أجهزة التنقية ازدهاراً كبيرا في السوق. وفي “معرض الإلكترونيات الاستهلاكية” في لاس فيغاس، الذي يعقد خلال شهر يناير/كانون الثاني من كل سنة، تعرض الشركات الناشئة أبرز المنتجات التي تجعل تنقية الماء أكثر بساطة وأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لعامة الناس.
ومن بين هذه الشركات نذكر شركة “كوارتز”، التي تقترح وضع صمامات ثنائية باعثة للضوء، تنبعث منها أشعة فوق بنفسجية في قارورة من الألومنيوم التي تزودها بهذه الأشعة. وعلى الرغم من حداثة هذا المجال إلا أنه يستقطب العديد من الشركات.
وفي هذا السياق، يحاول أحد الفروع العلمية لشركة “إل جي”، إيجاد مكانه في هذا المجال. وخلال شهر فبراير/شباط، أعلنت شركة “إل جي إينوتك” أنها قامت بتزويد أحد المصنعين اليابانيين بنموذج لصمام ثنائي باعث للضوء، مزود بأشعة فوق بنفسجية، قادر على تعقيم المياه.
فقاعة الماء
في الجهة المقابلة من بحر المانش، ابتكر طالبان في مرحلة الماجستير، أحدهما فرنسي والآخر إسباني من “كلية لندن الإمبراطورية” في اختصاص “العلوم والتصميم”، فقاعة تتكون من الجيلاتين والأعشاب البحرية قادرة على احتواء أي نوع من السوائل. ويشبه شكلها إلى حد كبير قطرة ماء كبيرة.
كما أكدت إذاعة “فرانس إنتير”، أن هذا الاختراع مناسب لشرب الماء خلال الأنشطة التي تمارس في الهواء الطلق، مثل سباق الماراثون والمهرجانات الموسيقية. ولكن بالنظر إلى حجمها، من الأفضل ألا يكون الشخص ظمآناً لأنها لن تروي عطشه بالكامل.