يتعمد النظام الإماراتي وضع العراقيل والمعوقات في طريق تنفيذ الرياض للحل السياسي في اليمن عقب اتفاق جرى توقيعه مؤخرا بين الحكومة الشرعية اليمنية ومتمردي المجلس الانتقالي الانفصالي المدعوم من أبوظبي.
ومنعت الإمارات حتى الآن عودة كامل طاقم وزراء الحكومة الشرعية وكبار مسئوليها إلى العاصمة الموقتة عدن كما ترفض انسحاب ميليشيات المجلس الانتقالي الانفصالي من المدينة بموجب اتفاق الرياض.
وأجمع مسئولون يمنيون على أن عودة رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك إلى محافظة عدن لا تعني بدء تنفيذ اتفاق الرياض، وذلك لأن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي لم تنسحب بعد، وهو البند المقترن بعودة الحكومة إلى الجنوب.
ولم تسلم المليشيات التي شكلتها الإمارات في عدن إلى الآن أي مرفق من مرافق الدولة للحكومة، بل تواصل ارتكاب جرائم القتل وحرق منازل المهمشين، كما قامت بخلع الزي الأمني وغيرت اسمها إلا أن ضباطا إماراتيين هم من يشرفون على تنظيم تلك القوى والألوية.
وكافة بنود اتفاق الرياض مؤقتة بزمن محدد، وقد انتهى زمنها ولم تنفذ حتى الآن، حيث لم يتم انسحاب أي من قوات المجلس الانتقالي الجنوبي أو نزول الحكومة الشرعية في الوقت المحدد حسب الاتفاق.
ويخشى اليمنيون أن يكون اتفاق الرياض عمل على إعادة تموضع مليشيات الإمارات بمسميات جديدة وشكل جديد، ما يعني أن ما تمارسه الرياض وأبو ظبي في الجنوب هو تقاسم للأدوار للبقاء وضمان مصالحهما.
ويهدد إفشال اتفاق الرياض بتكريس واقع انقسامي في جنوب اليمن وتنفيذه يصطدم بعراقيل كثيرة، خاصة في ظل مؤامرات وأطماع الإمارات المعلنة في اليمن وغياب ضمانات التحالف السعودي الإماراتي الذي يتحمل هو الآخر مسؤولية تنفيذ الاتفاق.
وشهدت مدينة عدن جنوبي اليمن الاثنين اشتباكات عنيفة بين مليشيات تتبع ما يعرف بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، وبين مسلحين من الأهالي، سقط خلالها ضحايا.
وجاءت الاشتباكات إثر حملة أمنية لقوات ما يُعرف بـ”الحزام الأمني”، لاعتقال موالين مفترضين للحكومة، إلا أن الحملة واجهت مقاومة من الأهالي.
وأعلنت مصادر قريبة من متمردي “الانتقالي”، احتجاز عدد من المسلحين الذين شاركوا في الاشتباكات، ولم يصدر على الفور، تعليق من قبل الحكومة أو من جهات محايدة.
وعدن كانت ساحة لمواجهات متقطعة في أغسطس/آب الماضي، انتهت بسيطرة الانفصاليين المدعومين من الإمارات، والتي شاركت بغارات جوية لمنع القوات الحكومية من استعادة المدينة.
وكان الاتفاق، الذي أُبرم بوساطة سعودية بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمتمردين الانفصاليين، يقضي بعودة كاملة للحكومة إلى مدينة عدن يوم الخميس الماضي.