شهدت محافظة حضرموت شرقي اليمن تصعيدًا عسكريًا حادًا مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة بقبائل من يافع والضالع، وحلف قبائل حضرموت، عقب سيطرة الانتقالي على مدينة سيئون وانسحاب قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للحكومة الشرعية.
وقالت مصادر محلية لـ”بران برس” إن المواجهات اشتدت في منطقتي حكمة وكوه، حيث شارك قائد حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش العليي في الخطوط الأمامية للدفاع عن المحافظة، مؤكداً شن الانتقالي هجومًا واسعًا من اتجاهات متعددة.
ووجه بن حبريش نداء عاجلًا لجميع قبائل وأبناء حضرموت للالتحاق بالمقاومة الحضرمية والإعلان عن ثورة في الهضبة حتى استعادة الأمن وفرض السيطرة على كامل المحافظة، مطالبًا النخبة الحضرمية بدعم هذه المقاومة.
وفي إطار تعزيز الأمن، أجرى قائد قوات حماية حضرموت جولة ميدانية تفقد خلالها جاهزية القوات المرابطة في مواقع حماية الحقول والمنشآت النفطية، مثنيًا على الانضباط العالي وروح الصمود التي يبديها منتسبو القوات ورجال القبائل.
وأشار إلى أهمية حماية المنشآت النفطية التي تعتبر ركيزة اقتصادية وطنية، داعيًا إلى استمرار اليقظة لمنع أي محاولات للإضرار بها وتأمين استقرار محافظتهم.
وكانت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي قد سيطرت في وقت سابق على مدينة سيئون ومطارها الدولي بعد انسحاب قوات المنطقة العسكرية الأولى، حيث شهدت المدينة اشتباكات محدودة في محيط المطار والمناطق الجبلية، وأفاد مواطنون بوقوع عمليات نهب عقب الانسحاب الحكومي.
وفقًا للمصادر، تقدمت قوات الانتقالي من عدة محاور وسيطرت على بوابات المنطقة العسكرية الأولى والقصر الجمهوري والبنك المركزي في سيئون، في حين لم يصدر تعليق من قيادة المنطقة العسكرية الأولى.
وأشارت المعلومات إلى أن الاشتباكات بدأت عند النقاط الأمنية المتاخمة لمناطق نفوذ المنطقة العسكرية الثانية، بينما أدى عدم وجود تنسيق مع القيادات السياسية والعسكرية إلى انسحاب قوات المنطقة الأولى دون مقاومة.
وفي ظل تصاعد التوترات، أُعلن عن توجيه وفد أمني وعسكري سعودي رفيع المستوى إلى حضرموت بهدف تهدئة الأوضاع، حيث تسعى الرياض إلى خفض التوتر ومنع انزلاق النزاع إلى مواجهات أوسع، حفاظًا على أمن واستقرار المحافظة.
