اتهم تحقيق أمريكي جديد دولة الإمارات بمحاربة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، باستخدام السلاح الأمريكي.
وقال موقع “سي إن إن”، وهي واحدة من أهم وأكبر الشبكات الإخبارية في أمريكا والعالم، أن الأسلحة الأمريكية التي تم تصديرها لحلفاء الولايات المتحدة، تم توزيعه على الجماعات المليشياوية ، بما في ذلك المليشيات الإنفصالية المدعومة من الإمارات.
وحذر التحقيق الذي ترجمه (عدن نيوز) للعربية من أن العبث الإماراتي بالأسلحة الأمريكية في اليمن يعد “خرقاً واضحاً لصفقات السلاح”.
وجاء في التحقيق: “الإمارات قامت بتوزيع الأسلحة الأمريكية على مليشياتها الإنفصالية، وهي تستخدمه الآن في الحرب ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً”.
وتأتي هذه النتائج الجديدة في أعقاب تحقيق حصري أجرته شبكة سي إن إن في فبراير / شباط والذي تتبع المعدات الأمريكية الصنع التي بيعت إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وأظهر ذاك التحقيق أن الأسلحة تم تمريرها للمليشيات خارج إطار الدولة المتواجدة على الأرض في اليمن ، بما في ذلك المقاتلين المرتبطين بالقاعدة والميليشيات السلفية المتشددة والمتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران ، في انتهاك لقانون مبيعات الأسلحة.
وفي أعقاب التقارير الأولية لشبكة CNN ، قالت وزارة البنتاغون إنها بدأت تحقيقها الخاص في النقل غير المصرح به للأسلحة الأمريكية في اليمن. لكن بعد مرور أكثر من نصف عام ، يبدو أن الوضع على الأرض قد ازداد سوءًا.
وأعلنت الإمارات في يوليو الماضي إنها سحبت الكثير من قواتها المتواجدة في اليمن. وفي أغسطس تصاعد القتال بين الانفصاليين والقوات الحكومية على الأرض.
وجاء في التحقيق: “منذ ذلك الحين قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة كامل الدعم للحركة الانفصالية”.
الإمارات تخرق اتفاقيات السلاح
وقالت شبكة سي إن إن أنها تمكنت من تصوير عدد من المركبات الأمريكية المحمية ضد الألغام والتي استخدمت من قبل الميليشيات الانفصالية بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، ومن ضمنها مصفحات أمريكية استخدمها الانفصاليون في أغسطس في محاولتهم الفاشلة للسيطرة على محافظة شبوة وطرد القوات الحكومية منها.
وأضافت: “الحال هو نفسه مع العديد من قطع الأسلحة الأخرى التي استطاعت الشبكة التعرف عليها”.
وأشارت إلى أنه يمكن تتبع هذه الأسلحة المستخدمة ضد الحكومة اليمنية إلى صفقة بيع أسلحة بقيمة 2.5 مليار دولار بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة في عام 2014.
مشيرة بأن الإمارات خرقت اتفاقية الاستخدام النهائي، عبر تزويد المليشيات بهذه الأسلحة.
وأوردت الشبكة الإمريكية أدلة إضافية على الانتهاكات الخطيرة التي قامت بها أبوظبي في اليمن مستعينة بأسلحة جاءتها من واشنطن.
من ضمن هذه الأدلة المصفحة العسكرية التابعة لشركة (BAE) الأمريكية حيث كان بداخلها دليل آخر على مصدرها الأساسي. فنظام تكييف الهواء التابع لها يحمل رقم تسلسلي من شركة ( Real Time Laboratories) الأمريكية ، مما يشير إلى أن المركبة تم تصنيعها في أمريكا.
وجاء في التحقيق: “عندما قمنا بسؤال الشركة إن كانت تعرف ما إذا كانت التكنولوجيا التابعة لها قد انتهى بها المطاف في الأيدي الخطأ في اليمن، أخبرتنا انها قدمت هذا المنتج تحديداً إلى شركة ( BAE Systems ) الأمريكية في عام 2010 بموجب عقد مع الحكومة الأمريكية ، لكن لا يمكنها التعليق على ما قامت به الحكومة الأمريكية في نهاية المطاف مع هذه المركبة “.
ورداً على النتائج الجديدة لشبكة سي إن إن، قال المتحدث باسم البنتاغون ، المقدم كارلا غليسون في سبتمبر / أيلول إن التحقيق المشترك بين وزارة الخارجية ووزارة الدفاع بخصوص نقل الأسلحة غير المصرح به في اليمن ما زال “جارياً”.
الإمارات تدفع بالمركبات الأمريكية إلى المعركة ضد الحكومة
بعد تحليلها شريط فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي للاشتباكات الأخيرة في جنوب اليمن عثرت شبكة سي إن إن على عدة حالات تؤكد استخدام هذه المركبات من قبل الميليشيات ، وكثير من هذه الحالات لمليشيات تقاتل ضد القوات الحكومية.
وجاء في التحقيق: “واحدة من أبرز هذه المليشيات جماعة تعرف باسم “ألوية العمالقة”، وهي ميليشيا يتكون معظمها من السلفيين أو المتشديين من المذهب السني وتدعمها الإمارات العربية المتحدة”.
وبحسب التحقيق فقد أظهر أحد مقاطع الفيديو مصفحة ( MaxxPro MRAP ) أمريكية الصنع ، أثناء توجهها ضمن رتل عسكري للانضمام إلى المعركة مع الانفصاليين ضد القوات الحكومية في الجنوب.
وقالت الشبكة أن ألوية العمالقة امتنعت عن التعليق على استفساراتها.
وفي وقت سابق من هذا العام ، قال مسؤول إماراتي رفيع لشبكة CNN إن لواء العمالقة “جزء من القوات اليمنية” وتحت “الإشراف المباشر” من دولة الإمارات العربية المتحدة. إلا أن اللواء الآن يقاتل مع الانفصاليين ضد الحكومة.
ورداً على أحدث الأدلة ، قال المسؤول الإماراتي: “لم تكن هناك حالات تم فيها استخدام معدات أمريكية الصنع دون إشراف مباشر من الإمارات. باستثناء أربع مركبات استولى عليها العدو”.
ولم تستجب الحكومة السعودية لطلب CNN للتعليق على هذه المسألة.
لا يتم استخدام الأسلحة الأمريكية مباشرة ضد حلفاء أمريكا في اليمن فقط ، بل إن وجودها يلعب دوراً لصالح الدعاية الإيرانية في المنطقة.
أحدث مثال على ذلك هو لقطات الفيديو التي تم بثها على قناة لبنانية موالية لإيران وأظهرت أن مركبات مدرعة أمريكية الصنع يتم تفريغها في ميناء يمني من سفن إماراتية.