تمكنت القوات الحكومية اليوم من استعادة السيطرة على العاصمة المؤقتة عدن بعد تنفيذ ما يعرف بالمجلس الانتقالي انقلابا فيها قبل أسابيع.
عقب إحكام الانتقالي سيطرته على عدن بدأ بالتوجه نحو باقي المحافظات الجنوبية لكن شبوة شكلت حجر عثرة أمامه أعاقت تقدمه نحو باقي المحافظات.
شكل انتصار الحكومة على الانتقالي هذه المرة فرحة كبيرة بالنسبة لكثير من اليمنيين الذين كانوا يخشون دخول البلاد في مراحل حرب جديدة.
وأكدت مصادر مطلعة أن قوات الجيش الوطني دخلت عدن من محورين عبر المدخل الشرقي وباتت مسيطرة على المشهد في المحافظة.
ووجهت وزارة الداخلية في بيان صادر عنها كافة التشكيلات الأمنية والعسكرية بمحافظات عدن ولحج وأبين لتأمين المؤسسات الخدمية والعمل على تطبيع الحياة العامة والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين وتأمين كافة الممتلكات.
في السياق ذاته أكد رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك رفض الحكومة لأي بناء عسكري أو أمني خارج مؤسسات الدولة.
واعتبر معين عودة الدولة إلى عدن انتصار لجميع أبناء الشعب.. وقال “يدنا ممدودة وقلوبنا مفتوحة وجهنا بحزم بحماية الممتلكات العامة والخاصة وحفظ أمن الناس ومنع أي شكل من أشكال الفوضى.. الوطن يتسع للجميع في ظل الأمن والاستقرار والحوار البناء تحت سيادة الدولة والقانون”.
بينما جدد سفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي دعم دولهم الكامل للحكومة الشرعية وتأكيدهم على التزامهم القوي بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه والتزامهم بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني مشيدين بموقف الحكومة الإيجابي من دعوة الحوار وحرصها على حقن الدماء وعدم إقصاء أي طرف في جبهة مواجهة الانقلاب الحوثي.
التحرير:
في تعليق على أحداث عدن رأى مستشار رئيس الجمهورية عبد الملك المخلافي أن الخطوة التالية هي التوجه نحو تحرير باقي المحافظات أولها وأبرزها تعز.
انهيار متوقع:
من جانبه رأى الكاتب والباحث العربي مدير مكتب دراسات الشرق الإسلامي بإسطنبول أن انهيار التنظيم الجامي في جنوب اليمن متوقع وليس مفاجئا.
وأرجع سبب ذلك إلى فقدانه هيكل ضخمته أبو ظبي سياسيا وبنيته العسكرية لكن وبرغم كل ذلك الدعم لم يكن يقوم على جذور قوية لا في المجتمع ولا في قواعد إنشاء الدول.
وقال إن أبوظبي تواجه كوارث كبيرة تكشف إمبراطورية الوهم التي استخدمت صورة (التنين) السعودي.
تكاتف جنوبي:
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن وصول طلائع الجيش والأجهزة الأمنية التي قامت بتأمين مديريات عدن وسط ترحيب كبير من أبناء المحافظة هو النصر الذي لم يكن ليتحقق لولا عزيمة الرجال الصادقين وتكاتف كل أبناء المحافظات الجنوبية الشرفاء والدعم والإسناد للأشقاء في التحالف.
لا نصر لأحد:
وأضاف بعض المغردين أن لا أحد انتصر على أحد معللين ذلك بالقول إن الحكومة تواجدت في عدن طوال الفترة السابقة وحاولت تطبيع الأوضاع وصرف الرواتب لموظفي الجنوب أولا واهتمت بكهرباء تلك المحافظات وجعلت الأولوية لها بكل شيء بينما كان فصيل مسلح يعيق تلك الجهود.
وأكدوا أن المسؤولية اليوم مضاعفة أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة وأن الوضع بحاجة لقرارات شجاعة.
وقالوا أن الإمارات كانت تعتبر المجلس الانتقالي مجرد أداة لابتزاز الشرعية والسعودية.
وانتقد المغردون ممارسات أبوظبي ولفتوا إلى إعلان الإمارات في بيان ثنائي سابقا التزامها باحترام استقلال اليمن وسلامة أراضيه وعزمها على تحقيق ذلك إلى جانب شقيقتها السعودية.
واستطردوا مستغربين “ثم دفعت الليلة زعيما مليشياويا إلى إعلان الكفاح المسلح ضد السلطة الشرعية.. من داخل أبو ظبي”.
وتابعوا “الإمارات دولة تعبث بسمعتها الأخلاقية بصورة انتحارية”.
وأضافوا بالقول إن اللعبة انتهت في عدن وماحدث ليس انتصارا لقوات الشرعية وليس هزيمة للإنتقالي وكل ماحدث هو استلام وتسليم بين طرفين دوليين اما الأطراف المحلية فهي مجرد بيادق يتم تحريكها هنا وهناك..مطالبين بحقن الدماء وتجنيب عدن الدمار.
يذكر أن الانتقالي قام بترحيل المواطنين الشماليين من عدن واقتحم منازل كثير من خصومه واعتدى على كثير من ممتلكاتهم.