تاريخ الإمارات الأسود في اليمن.. حملة اليكترونية تستذكر سياسات 5 أعوام لمشاركة أبوظبي في عاصفة الحزم (الحلقة 1)

10 مارس 2019
تاريخ الإمارات الأسود في اليمن.. حملة اليكترونية تستذكر سياسات 5 أعوام لمشاركة أبوظبي في عاصفة الحزم (الحلقة 1)

اكتسبت المشاركة الإماراتية في عاصفة الحزم وما تلاها من تطورات زخماً لافتاً، حيث تواجه السلطات في أبوظبي في الفترة الراهنة غلياناً شعبياً هو الأكبر على الإطلاق ضد ممارساتها وسياساتها على مدار فترة تدخلها العسكري في اليمن منذ العام 2015م.

ولم يكن أشد المتشائمين في اليمن يعتقد أن تصبح المشاركة الإماراتية في عمليات عاصفة الحزم التي أطلقتها المملكة العربية السعودية قبل أربعة أعوام، أكبر فخ وقعت فيه البلاد، وأخطر تهديد لبقاء الدولة والجمهورية والوحدة.

غير أن اليمنيين الذين كانوا قد احترقوا بنيران سرطان كهنوتي توغل من أقاصي شمال اليمن في جبال مران حتى وصل مدينة عدن في أقصى الجنوب، مدمراً في طريقه الشجر والإنسان والحياة، استنجدوا في لحظة فارقة من تاريخ اليمن بالشقيق الخليجي أملاً في عدم انصياع صنعاء وعدن لإرادة طهران.

في تلك الأثناء كانت الإمارات تراقب من بعيد ما يعتمل في المشهد اليمني، وبدأ لعاب بن زايد يسيل وهو ينظر الى اليمن الجريح المنهك، منتظراً الفرصة السانحة للتدخل.

الفرصة لم تتأخر كثيراً، حيث هبت السعودية مدفوعة بنخوة العربي المساند لأخيه، معلنة بدء عاصفة الحزم ضد جماعات الموت الحوثية، لتعلن الإمارات انضواءها في العملية العسكرية، مدعية أنها تهدف بذلك الى أعادة الشرعية اليمنية وكسر الانقلاب الحوثي، وهو ادعاء كشفت السنوات اللاحقة أنه كان أكبر خديعة وقع فيها اليمنيون، حيث تحولت الإمارات من شريك الى عدو ومن نصير الى كيان محتل وغاز ٍ يحاول نهب ثروات البلاد وبسط سلطته المطلقة عليها.

• ما سر أطماع أبوظبي في اليمن؟

لطالما أشارت التقارير الصحفية الدولية منذ سنوات عن وجود أطماع لدى قادة أبوظبي في اليمن. التقارير تحدثت عن اليمن باعتبارها صاحبة أهم موقع استراتيجي في شبه الجزيرة، بإشرافها على بحر العرب والبحر الأحمر، أهم طرق الملاحة والتجارة الدولية في الوقت الراهن.

كما أن اليمن تسيطر على مضيق باب المندب، عصب التجارة العالمية وأحد أهم منافذ العبور الدولية للنفط والشحنات والسلع من وإلى دول شرق آسيا باتجاه النصف الآخر من الكرة الأرضية.

وبحسب الدراسات الراهنة، فإن مضيق باب المندب سيكون أهم مضيق مائي في العالم، بسبب وقوعه في قلب “طريق الحرير” الجديد، الذي تخطط الصين لإعادة إحيائه، الأمر الذي سيدر على من يسيطر عليه مئات المليارات من الدولارات.

غير أن أحدث التقارير الاقتصادية فجرت وبالأرقام قنبلة مدوية بكشفها أن اليمن الفقير حالياً سيصبح واحداً من أهم وأقوى الاقتصاديات في العالم في الأعوام القادمة، لامتلاكه ثروات هائلة في جوفه جعلت منه أكبر خزان للنفط في شبه الجزيرة العربية.

الأمر الذي سيقلب الموازين رأساً على عقب، وسيجعل البلد الذي ظل لسنوات طويلة “فقيراً ومنهكاً” قوة إقليمية ودولية لها وزنها وثقلها، إذا ما قدر للبلد أن يخرج من قمقم الفوضى والحروب الأهلية.

هذا فضلا على أن اليمن يمتلك أهم وأغنى ثروة سمكية في المنطقة العربية ككل.

كل ذلك وأكثر جعل قادة أبوظبي ينظرون الى اليمن باعتبارها “كنزاً هائلاً لا يمكن تفويته”، فبدؤوا في حبك الدسائس ونسج المؤامرات لاحتلاله ونشر الفوضى فيه.

• غليان شعبي يندد بالإمارات.. لماذا؟

تشهد عدد من المدن اليمنية في الآونة الأخيرة غلياناً شعبياً غير مسبوق ضد القيادة الإماراتية وعملائها المحليين.

ولعل أبرز مظاهر الاحتقان ضد سلطة الإمارات تلوح من عدن، عاصمة اليمن المؤقتة، ومعقل القيادة الإماراتية في الداخل اليمني، إذ تشهد المدينة منذ أيام ثورة شعبية فجرها مقتل الشاب العدني رأفت دنبع، وهو جندي في الأمن، على يد مجموعة من قوات مكافحة الإرهاب التابعة ليسران المقطري، أحد أذرع الإمارات في المدينة، بعد أن شهد ضد عدد من أفراد هذه القوات باغتصاب طفل صغير في منطقة المعلا.

وبعد أن تسببت شهادة دنبع في فضح الجناة، هبت قوة من مكافحة الإرهاب الى الحي الذي يقطن فيه وأفرغت في جسده ورأسه عدة رصاصات أمام المواطنين، الأمر الذي أدى الى مقتله على الفور، لتندلع بعدها موجة غضب شعبي إزاء تلك القوات المدعومة إماراتياً.

هذا فضلاً عن بؤر الاحتقان العديدة التي تولدت بفعل التسلط الإماراتي في عدد من المناطق اليمنية في حضرموت والمهرة وشبوة وتعز وغيرها من المناطق.

ويعزو كثير من اليمنيين التأخر في حسم القتال ضد مليشيات الحوثي الى التدخل الإماراتي في اليمن، حيث تتهم الإمارات بسعيها الى إذكاء الصراع وبقائه قائماً إلى مالا نهاية كي يتسنى لها القيام بما تشاء داخل البلاد، مستغلة الاحتراب وانشغال اليمنيين بعدو الجمهورية.

وفي إطار ازدياد موجة الغليان الشعبي الرافض للتواجد الإماراتي في اليمن أطلق آلاف الناشطين مساء اليوم حملة إليكترونية في منصات التواصل الاجتماعي، للتنديد بالإمارات، تحت وسم: #الاماراتتدعمالمليشيات.

ويشارك في الحملة سياسيون ومحللون وكتاب وصحفيون وناشطون وقطاع واسع من مختلف الشرائح المجتمعية.

المصدر عدن نيوز
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق