قالت مصادر متعددة بأن مليشيا الحوثي الإنقلابية تدير 11 سجناً سرياً في مدينة الحديدة يديرها أحد قيادات الحوثي في المحافظة وذلك ضمن مئات السجون السرية في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى.
وأكدت المصادر إن الـ11 سجناً سريا من اجمالي 70 سجنا تتوزع بين إدارات أمن المديريات وادارة البحث فيها ومبانٍ حكومية وأخرى داخل مزارع ومؤسسات وجمعيات اهلية ومنازل واكواخ من النخل.
وأوضحت المصادر أن مليشيا الحوثي تمارس أبشع عمليات التعذيب الوحشي والمميت داخل هذه السجون السرية التي يشرف عليها ويديرها القيادي الحوثي المدعو “أبو علاء العميسي” مسؤول ما يسمى الأمن الوقائي في محافظة الحديدة.
وفي العاصمة صنعاء قالت مصادر متطابقة إن مليشيات الحوثي الإيرانية استحدثت سجوناً سرية جديدة لاستيعاب العشرات من المختطفين في أحداث “انتفاضة الجياع” مطلع شهر أكتوبر الجاري وذلك بعد عمليات دهم واقتحام للمنازل.
إخفاء وتعذيب وقتل:
وتشير إحصائيات غير رسمية إلى أن المليشيا الانقلابية تزج بالعشرات من المختطفين اليمنيين في سجونها السرية وتعاملهم بقسوة بالغة وتمارس بحقهم صنوف التعذيب.
وتنتشر سجون الحوثي السرية في العاصمة صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها لا سيما ذمار وعمران وحجة حيث أكد وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي الأسبوع قبل الماضي أن عشرات الآلاف من اليمنيين يقبعون في مئات السجون السرية التابعة لمليشيا الحوثي.
وأكدت منظمات حقوقية يمنية أن عدد ضحايا التعذيب الوحشي في سجون المليشيا الإرهابية ارتفع إلى أكثر 132 منذ الانقلاب على السلطة الشرعية أواخر 2014 كان آخرهم يوسف عبدالله المقبلي الذي توفي قبل بداية سبتمبر الماضي في السجن الحربي الخاضع للجماعة في صنعاء إثر تعرضه للتعذيب الوحشي دون سماح عناصر الجماعة بتسليم جثته لأقاربه أو السماح بمشاهدتها.
وقبلها بأيام توفي المختطف “عمر الريامي” في سجون جهاز الأمن القومي بصنعاء الذي تسيطر عليه المليشيا الحوثية بعد عام على اختطافه.
واستحدثت المليشيا المدعومة من إيران خلال السنوات القليلة الماضية مئات السجون والمعتقلات السرية التي تمارس فيها مختلف أنواع التعذيب والتنكيل بحق معارضيها من ناشطين سياسيين وإعلاميين وحقوقيين.
ويؤكد مراقبون أن ملف السجون السرية التابعة لمليشيا الحوثي في اليمن من أخطر الملفات التي يجب أن تتخذ الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية إجراءات حازمة لوقف هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان.
واعتبروا انشاء المليشيات للسجون السرية اقتباساً من السياسات الإيرانية التي اتبعت مثل هذا النهج في عدد من الدول التي توجد بها حيث تكمن خطورتها في حجم التعذيب المرعب الذي يواجه السجناء إضافة إلى الاعتقالات بدون تهم للمعارضين لنهج المليشيا وتمكن مشرفي المليشيات من ابتزاز أهالي المختطفين لدفع مبالغ مالية للإفراج عن أولادهم أو عدم تعذيبهم.
وتخضع مليشيا الحوثي الانقلابية السجون السرية التي انشأتها في مقار حكومية ومنازل ومدارس احتلتها المليشيات لحراسات مشددة دون السماح لأي شخص بالدخول حيث تزج فيها المخفيين قسرا من سياسيين وصحفيين وناشطين إعلاميين وحقوقيين.
ولا يزال أكثر من 10 من الصحفيين في سجن جهاز الأمن السياسي في صنعاء الذي تسيطر عليه مليشيات الانقلاب الحوثي يتلقون أسوأ معاملة وبعضهم يعاني ظروف صحية سيئة نتيجة شدة التعذيب الذي تعرضوا له.
ويمثل المنتسبين للتجمع اليمني للإصلاح الغالبية العظمى من المختطفين والمخفيين قسراً لا سيما في فئة السياسيين والصحفيين والناشطين في المجال الإعلامي والحقوقي حيث يعتبرهم الحوثي المعوق الأساسي لاستكمال مشروعه الانقلابي.
كما تتعمد المليشيات الانقلابية إخفاء هويات المشرفين على هذه السجون والمعتقلات التابعة لهم وتمنحهم كنى وأسماء وهمية حتى لا يتم التعرف عليهم مستقبلاً خوفاً من ملاحقتهم قضائياً.
تكاثر السجون:
تمثل السجون السرية نسبة غير قليلة من نسبة السجون التي تديرها مليشيات الحوثي في مناطق سيطرتها فقد حولت البلاد إلى سجن مفتوح حيث تفتتح كل يوم سجناً جديداً إضافة إلى السجون التي تتبع أجهزة الدولة والنيابات وحولتها المليشيات إلى سجون لمعارضي مشروعها الانقلابي الإمامي.
ففي العاصمة صنعاء مثلاً يمتلئ السجن المركزي بمئات المعتقلين إضافة إلى أربعة سجون احتياطية يقيم خلف جدرانها مئات السجناء أجدها سجن هبرة الاحتياطي والذي يواجه فيه المختطفون معاناة يومية من المعاملة القاسية إضافة إلى أقسام الشرطة وسجونها وسجون أخرى في مؤسسات حكومية.
وفي محافظة ذمار هناك مئات السجن في قسم “المختلين عقلياً” بالسجن المركزي ومئات آخرين في كلية المجتمع فضلاً عن سجون اقسام الشرطة والبحث والمديريات وهو ما يحدث في محافظة الحديدة ومحافظات أخرى ولعل من أسوئها سجن القلعة في مدينة رداع سيئ الصيت والذي قضى فيه مختطفون تحت التعذيب.