أثار قرار اللواء خليفة حفتر بتشكيل قوة مشتركة موجهة للجنوب الليبي عدة تساؤلات حول من تستهدفهم، وسط تكهنات عن صدام وشيك بينها وبين قوات تابعة لحكومة الوفاق حال قررت الأخيرة التوجه إلى هناك بالهدف ذاته، وهو القضاء على “مرتزقة” أجانب.
وأصدر “حفتر” قرارا بتشكيل قوة مشتركة من “اللواء العاشر مشاة” و”الكتيبة 181 مشاة” و”الكتيبة 177 مشاة” و”الكتيبة 116 مشاة” وكتيبة سبل السلام، مشيرا إلى أن هدفها: “تطهير الجنوب بالكامل من عصابات تمتهن الحرابة والخطف والسرقة”، حسب وصفه.
زيارة تشاد
وجاء قرار الجنرال الليبي بعد عودته من زيارة غير معلنة إلى دولة تشاد، التقى خلالها الرئيس إدريس ديبي، وهي الزيارة الثانية في غضون أقل من شهرين، دون ذكر تفاصيل عن أهداف هذه الزيارات أو جدول أعمالها.
لكن مراقبين للشأن أشاروا إلى أن “الأمر قد يكون “صفقة” بين “حفتر” و “تشاد”، يقوم الأول فيها بإنهاء وجود المعارضة التشادية المسلحة من الجنوب أو القبض على قياديها وتسليمهم إلى الرئيس التشادي، في مقابل دعم الأخير له سواء سياسيا أو عسكريا”، وفق تقديراتهم.
سيطرة “حفتر”
من جهته، أكد الناشط من الجنوب الليبي، حامد سويسي، أن “هناك دلالة كبيرة لتشكيل هذه القوة للسيطرة على الجنوب كونها جاءت بقيادة عدة ضباط برتب عالية، و8 عمداء، وهي تهدف إلى تعزيز سيطرة قوات “حفتر” على الجنوب”.
وأوضح في تصريحات نقلها “عربي21” أن “هناك تنسيقا بين “حفتر” والقيادة التشادية بعد عدة زيارات للأول لرئيس تشاد مؤخرا، أما بخصوص الصراع بين “الرئاسي” الليبي وبين قوات “حفتر” فهو موجود منذ مدة، لكن التواجد الفعلي لقوات حفتر منذ سنوات يبعد فرضية تحرك قوات للرئاسي إلى هناك”، وفق تقديره.
مجلس عسكري مشترك
ورأى الإعلامي من الشرق الليبي، أيمن خنفر، أنه “بالرغم من التكتم الإعلامي على نتائج زيارة “المشير” حفتر إلى تشاد، لكن من خلال الأحداث يتبين أن هناك اتفاقا ليبيا تشاديا للقضاء على المعارضة التشادية، بدعم دولي وبمباركة فرنسية”، حسب كلامه.
وأشار إلى أن “تزامن تكليف قوة من المجلس الرئاسي والقيادة العامة ما هو إلا جزء مما يدور في مصر من اتفاق لتشكيل مجلس عسكري، والذي سيعلن عنه في الأيام القادمة في القاهرة، وهذا سيكون من إنجازات المجلس العسكري”، حد قوله.
“مرتزقة” حفتر
لكن الناشط السياسي الليبي، عبدالناصر بلخير، قال من جانبه إن “حفتر يريد السيطرة على الجنوب، لكنه لا يمتلك القوة الكافية لذلك، لذا هو ينسق مع دولة تشاد حتى تمكنه من هذه السيطرة، ليعلن للجميع أنها فعليا تحت سيطرته”.
واستبعد بلخير في تصريحه أن “يتم أي توافق أو تعاون بين قوات حفتر وقوات حكومة الوفاق، كونهم على خلاف كبير، ولأن القوة الثالثة وكذلك قوة البنيان المرصوص لا يقبلون “حفتر”، لذا أغلب جنوده هم عبارة عن “مرتزقة”، وفق رأيه.
“إسناد مخابراتي”
وأكد الباحث والمحلل السوداني، عباس صالح، أن “فتح جبهة عسكرية في الجنوب الليبي الآن ليس أمرا سهلا، ومن دون تنسيق مع تشاد والحصول على ضوء أخضر وإسناد استخباراتي فلن يجرؤ “حفتر” على ذلك، خاصة أن هناك عدة تغيرات حدثت للجنوب خلال السنوات الأربع الأخيرة”.
وأضاف : “الشبكات المتواجدة في الجنوب لا يمكن الاستهانة بها، وفرض سلطة الدولة هناك يشكل تحديا كبيرا لحكومة الوفاق؛ لذا يتحرك “حفتر” لتوطيد شرعية بديلة إذا ما نجح في استعادة الأمن والاستقرار لمناطق الجنوب الليبي”، حسب قوله.
وبخصوص القوة المشتركة الأخيرة، قال صالح: “التوقيت خاطئ؛ لأنه سيزعزع استقرار بعض المدن، والتي يسعى المجتمع الدولي لتحقيق نوع من الانتقال السياسي عبر الانتخابات المقبلة، وفتح جبهة جديدة يعني استنزافا ربما يطول عن عملية الكرامة في بنغازي”، حسب زعمه.