فجرت دراسة جديدة مفاجأة كبرى تتعلق بالفراعنة، لتكشف أن تحنيط الأموات، الذي لطالما تم ربطه بالفراعنة، هو في الواقع تقنية تعود لمصريين ما قبل التاريخ، الذين عاشوا قبل الفراعنة بنحو 1500 سنة.
وقالت الباحثة في علم المصريات، جانا جونز، إنها قامت مع مجموعة من الزملاء، بتحليل مومياء لرجل عاش في فترة ما قبل التاريخ في مصر، لتكتشف أنه تم تطبيق تقنية التحنيط على جسده بدقة بالغة، وفق ما ذكر موقع “سي إن إن”.
وكانت المومياء، التي تعود للفترة ما بين 3700 إلى 3500 قبل الميلاد، موجودة في المتحف المصري “إيجيزيو” في مدينة تورينو الإيطالية منذ عام 1901، إلا أن التحليل الدقيق للمومياء تم مؤخرا للتعرف أكثر على طريقة التحنيط، وما إذا كانت معروفة قبل الحضارة الفرعونية.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين عاشوا في مصر في تلك الفترة، قبل الفراعنة، كانوا على دراية بطريقة التحنيط، كما كانوا يمارسونها بدوافع دينية، إيمانا منهم بوجود حياة أخرى بعد الموت.
وأشارت الدراسة إلى أن مصريين ما قبل التاريخ كانوا يسعون لتحنيط الموتى بصورة مثالية استعدادا للحياة الأخرى، لذا كانوا يقومون بتركيب ساق خشبية للميت مثلا، في حال كان قد تعرض لهجوم من تمساح أفقده ساقه.
وقالت جونز: “من خلال العمل مع الكيميائي الأثري ستيفن باكلي، تعرفت أنا وزميلي رون أولدفيلد على مادة الـ (راتننج) في الأربطة القماشية التي تم لف المومياء بها”.
والراتنج مادة صمغية يتم استخلاصها من بعض الأشجار، مثل الصنوبر، وهي مهمة في عملية التحنيط.
وكشف التحليل الكيميائي للبقايا الموجودة على الأربطة القماشية التي لفت الجذع والرسغ، وجود زيوت نباتية أو دهون حيوانية، وسكر أو صمغ، وراتنج صنوبري ومستخلص نبات عطري.
ويعد الراتنج ومستخلصات النباتات العطرية المكونان الرئيسيان المضادان للجراثيم، اللذان كانا يبعدان الحشرات عن المومياء.
كما أثبتت الدراسة أنه تم تطبيق عملية “تسخين” طفيفة للمكونات، لذا فإنه يمكن القول بأن هناك “وصفة” تحنيط تم تطبيقها بدقة، عن طريق غمس أربطة الكتان في الخليط الذائب ثم لفها على الجثة.
وبالكشف عن المكونات المستخدمة، اتضح أن المصريين الذين عاشوا في تلك الفترة التاريخية المبكرة كانوا يقومون بعملية تبادل تجاري مع حضارات أخرى، ليحصلوا على الراتنج.