بسبب تدخلاتها في المنطقة.. تعرف على فكرة “ترامب” لإنشاء تحالف إقليمي لمواجهة طهران

23 مايو 2017
بسبب تدخلاتها في المنطقة.. تعرف على فكرة “ترامب” لإنشاء تحالف إقليمي لمواجهة طهران

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين 22 مايو/أيار 2017، إن الشعور المشترك بالقلق من إيران يقرب بين إسرائيل ودول عربية كثيرة، وطالب بأن توقف طهران فوراً الدعم العسكري والمالي “للإرهابيين والميليشيات”.

وتأكيداً على التهديدات التي تمثلها إيران، كرر ترامب فكرة طرحها خلال اجتماعات عقدها في السعودية مطلع الأسبوع مع زعماء دول إسلامية من شتى أنحاء العالم، من بينهم كثيرون يشعرون بقلق من تزايد نفوذ إيران وقوتها المالية بالمنطقة.

وأدلى ترامب بهذه التصريحات بعد وصوله إلى إسرائيل فيما يُعتقد أنها أول رحلة جوية مباشرة إلى هناك من السعودية.

وتعهد ترامب أيضاً ببذل كل ما هو ضروري للتوسط في إحلال سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

 

الصفقة الكبرى

ووصف ذلك بأنه “الصفقة الكبرى”، ولكن ترامب لم يُعط خلال فترة الاستعداد لزيارته للأرض المقدسة إشارة تُذكر إلى الطريقة التي قد يستأنف بها المفاوضات التي انهارت في 2014.

وركز بحزم على إيران في محادثاته مع الزعماء الإسرائيليين بالقدس في أول يوم من زيارته التي تستمر يومين، متعهداً بألا يسمح مطلقاً لإيران بامتلاك أسلحة نووية، وقائلاً إن الاتفاق الذي أبرمته إدارة باراك أوباما مع طهران بحاجة إلى تعديل.

وقال ترامب في تصريحات علنية بعد اجتماع مع الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين: “ما حدث من إيران قرّب أجزاء كثيرة من الشرق الأوسط نحو إسرائيل”.

ولقي ترامب ترحيباً حاراً في الرياض من الزعماء العرب، ولا سيما بسبب موقفه الصارم تجاه إيران التي ترى دول عربية سُنية كثيرة أنها تسعى للهيمنة على المنطقة.

وفي تصريحاته لكل من ريفلين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بدا ترامب مركّزاً على تشكيل تحالف إقليمي لمواجهة ما وصفه بتدخل إيران في الصراع في المنطقة بدلاً من استئناف الجهود الرامية إلى إحياء محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقال ترامب في تصريحات لنتنياهو: “أينما نذهب نرى الدلائل على وجود إيران”، مشيراً إلى تنامي نفوذها في الصراعات بسوريا واليمن والعراق، حيث تدعم مقاتلين شيعة أو ترسل قواتها إلى هناك.

 

شركاء في كراهية إيران

وتشارك إسرائيل دولاً عربية، في الكراهية لإيران، معتبرة أن تنظيم “الدولة الإسلامية” تشكل تهديداً لوجودها.

وحث ترامب، في أولى جولاته بالخارج منذ توليه السلطة في يناير/كانون الثاني، إيران على وقف “تمويلها وتدريبها وتجهيزها الإرهابيين والميليشيات”.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي انتُخب لولاية جديدة في الآونة الأخيرة، إنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط دون مساهمة طهران في ذلك، واتهم واشنطن بدعم الإرهاب من خلال مساندتها لمقاتلي المعارضة في سوريا.

وأضاف أن القمة التي عُقدت في السعودية “لا قيمة سياسية لها ولن تسفر عن نتائج”.

وقال: “من يستطيع القول إن الاستقرار الإقليمي يمكن استعادته من دون إيران؟ من يمكنه القول إن المنطقة ستشهد استقراراً كاملاً من دون إيران؟”.

وأشار روحاني إلى التناقض بين الشبان الإيرانيين الذين يرقصون في الشارع بمناسبة إعادة انتخاب زعيم يسعى للوفاق مع الغرب ومشاهد ترامب وهو يلتقي مع ما وصفه بكوكبة من “المستبدين العرب” الذين فرّخت دول بعضهم المتشددين السُّنة المعادين لواشنطن وطهران على حد سواء، حسب تعبيره.

وقال روحاني إن “الأميركيين لجأوا إلى أساليب مختلفة كثيرة ضد إيران، ولكن أخفقوا فيها كلها”، مضيفا أن “المشكلة هي أن الأميركيين لا يعرفون منطقتنا، ومن يقدمون المشورة للمسؤولين الأميركيين يضللونهم”.

وقال ترامب في لقائه مع نتنياهو في القدس، إن إيران “تشجعت” بسبب الاتفاق النووي الدولي الذي سانده أوباما والذي وقّعته في 2015 ووافقت بموجبه على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات عنها. وتابع: “أعطيناهم شريان حياة ونحن لم نعطهم شريان حياة فحسب، وإنما أعطيناهم الثروة والازدهار وأعطيناهم أيضاً القدرة على مواصلة الإرهاب مع كل الأشياء التي يمكن أن يفعلوها؛ لأننا أينما نذهب نرى الدلائل على وجود إيران في الشرق الأوسط”.

ونفت إيران مراراً أي نية لها لصنع قنابل نووية.

الاستقرار في الشرق الأوسط

وقال ترامب خلال حفل استقبال في مطار بن غوريون بتل أبيب، إنه وجد في الأيام الأخيرة أسباباً جديدة للشعور بأمل في إمكان تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط .

وتابع: “أمامنا فرصة نادرة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام لهذه المنطقة ولشعوبها وهزيمة الإرهاب وبناء مستقبل يسوده الانسجام والرخاء والسلام، لكن لا يمكن أن يتحقق ذلك سوى بالعمل معاً. ما من سبيل آخر”.

وقام ترامب في وقت لاحق بجولة في كنيسة القيامة بمدينة القدس القديمة، وأصبح أول رئيس أميركي يزور الحائط الغربي في أثناء وجوده بالمنصب.

وسيكون ترامب قد زار المراكز الرئيسية للإسلام واليهودية والمسيحية في ختام جولته، وهي نقطة يقول مساعدوه إنها تعزز حجته بأن الحرب على تشدد الإسلاميين هي معركة بين “الخير والشر”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق