نجل “مرسي” يكشف مساومات النظام لوالده مقابل الاعتراف بانقلاب “السيسي”

محرر 25 يوليو 2018
نجل “مرسي” يكشف مساومات النظام لوالده مقابل الاعتراف بانقلاب “السيسي”

في تصريحات جديدة تزامنا مع الذكرى الخامسة للانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي ضد محمد مرسي ـ أول رئيس مدني منتخب في مصر ـ كشف “عبدالله” نجل الرئيس المعزول محمد مرسي عن مساومات وإغراءات كبيرة عرضها النظام على والده مقابل الاعتراف بانقلاب 2013 والتنازل عن شرعيته.

 

ثورة يناير واحترام إرادة الشعب

وشدد نجل “مرسي” أن موقف والده ما زال ثابتا بالحفاظ على الشرعية المنبثقة من إرادة الشعب باعتباره الرئيس المنتخب، وعدم الاستسلام لإرادة قادة العسكر الذين يحاولون بين الفينة والأخرى إجباره على التنازل والخضوع لإملاءاتهم.

ويرى البعض في ثباته -رغم ما يتعرض له من انتهاكات- دليلا واضحا على أنه لا ينطلق في موقفه من مصلحة خاصة، وإنما يفعل ذلك احتراما لإرادة الشعب، وحبا لوطنه، وتمسكا بمبادئ ثورة يناير، وعدم الخضوع لإملاءات خارجية تسعى لتمرير الانقلاب العسكري بأي صورة.

 

“مرسي” رفض الاعتراف بانقلاب السيسي رغم الإغراءات

وأكد “عبد الله” في تصريحات خاصة لموقع “الجزيرة.نت” أن محاولات إخضاع والده وإجباره على الاعتراف بالانقلاب العسكري مستمرة، وبلغت حد عرض أحد الملوك الراحلين عليه ترتيب إقامة له ولعائلته خارج مصر، وهو الأمر الذي رفضه بشكل قاطع، لافتا إلى أن إصرار والده على رفض الانقلاب يعكس بالضرورة رفضه جميع إجراءاته المتخذة خلال هذه المرحلة.

وحسب أسرته وحقوقيين، فإن “مرسي” الذي لا يُعرف بشكل دقيق مكان احتجازه، لا يزال يتعرض لضغوط رغم مرور خمسة أعوام على الانقلاب عليه لإجباره على “إعلان الاعتراف بشرعية النظام القائم”، و”التنازل عن شرعيته” المستمدة من انتخابات نزيهة لم تر مصر مثلها على مدار تاريخها.. بحسب عدد من السياسين والمحللين.

 

عزلة تامة وانتهاك لجميع الحقوق

ولا تكاد تتوفر معلومات واضحة عن أوضاع محمد مرسي وأحواله الصحية والمعيشية نتيجة “العزل التام” في محبسه ومحاكماته التي يكون خلالها في قفص زجاجي عازل للصوت، بينما يتوقع “عبد الله” أن يكون مكان الاحتجاز في أحد ملاحق سجن طره حيث كان لقاؤه الثاني ببعض أفراد أسرته.

كما يؤكد أنه لم يتسن للأسرة لقاءه منذ اعتقاله إلا مرتين، الأولى في نوفمبر2013 بسجن برج العرب، والثانية في يونيو 2017 بملحق طره عقب اشتراط واضح من قبل الأمن بأنه “ليس مسموحا للرجال بالزيارة”، لافتا إلى أن الزيارتين حضرها ممثلون للأمن ولم تتجاوز كل منهما نصف ساعة.

كما يشير إلى أن والده محروم من التفاعل مع المستجدات الاجتماعية المهمة التي حدثت خلال الأعوام الخمسة الماضية، ومنها أنه رزق بثلاثة من الأحفاد لم ير أيا منهم، وربما ليس لديه علم ببعضهم. كما لم يسمح له بأخذ العزاء في حماته التي هي بمثابة والدته الثانية، ولا يُعلم هل وصله نبأ وفاتها أم لا.

 

موقف الجيش المصري

ويتساءل عبد الله عن موقف “الشرفاء والوطنيين” في الجيش المصري وكذلك القوى السياسية والحقوقية مما يتعرض له الرئيس على يد قادة الانقلاب، وما يتعرض له الوطن من “بيع للأرض وهتك للأعراض واعتقال وتصفية للعشرات خارج إطار القانون، وما يعانيه الشعب من أزمات اقتصادية وتدهور للحياة المعيشية”.

وكانت المحكمة العليا قد صادقت على حكم إدراج “مرسي” على قائمة الإرهاب لثلاث سنوات، وحكم عليه نهائيا بالسجن عشرين عاما بتهمة التخابر مع قطر.

كما حكم عليه بالسجن عشرين عاما في أحداث قصر الاتحادية، بينما لا تزال قضايا “إهانة القضاء” و”اقتحام السجون” و”التخابر مع حماس” منظورة أمام المحاكم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق