في إطار المحاولات الحثيثة لحفظ ماء وجه أبو ظبي في أعقاب الكشف عن وجهها القبيح وسياساتها التي أثبتت تحولها لقوة احتلال خاصة بعد ما قامت به في جزيرة سقطرى اليمنية، لجأت وسائل الإعلام الإماراتية لأساليب صبيانية لتبرير التواجد الإماراتي في الجزيرة، ومحاولة إظهارها وكأنها جمعية خيرية تقدم مساعداتها لوجه الله تعالى دون أن يكون أية أهداف سياسية أو اقتصادية!
وفي هذا السياق المثير للسخرية، لم تجد صحيفة “الخليج” الإماراتية شماعة لتعليق كم الغضب الذي سيطر على اليمنيين تجاه سياسات أبو ظبي العدوانية إلا بتعليقه على شماعة جماعة الإخوان المسلمين وقطر، متهمة إياهما بالوقوف وراء إثارة الأزمة وخلقها من العدم، متناسية المظاهرات التي اشتعلت في الجزيرة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ضد الوجود الإماراتي في الجزيرة بشكل خاص واليمن بشكل عام.
وقالت الصحيفة إنه في محاولتها لتبرير وجود أبو ظبي في جزيرة سقطرى: “من جديد عادت جماعة الإخوان المسلمين، بتحريض وتمويل من قطر، لإثارة أزمة من العدم، في اليمن، فبعد أن كشفت أوراق الطرفين ودورهما التخريبي في أكثر من بؤرة إرهابية، سواء في مصر أو سوريا أو ليبيا أو الصومال، أرادت تجريب الورقة ذاتها في اليمن، من خلال إثارة أزمة في جزيرة سقطرى تحت وهم الوجود الإماراتي ، واعتباره متناقضاً مع الهدف الأساسي الذي جاء التحالف العربي من أجله، والمتمثل بمساعدة اليمن في مواجهة الانقلاب الذي قامت به جماعة الحوثي عام 2014 ودحره، ومعالجة تداعياته التي أثرت في حياة الناس في كل مكان. وجزيرة سقطرى واحدة من المناطق التي أولتها دولة الإمارات جل اهتمامها، تماماً بالقدر نفسه الحاصل في مختلف مناطق البلاد، التي تم تحريرها من براثن الانقلابيين والتنظيمات الإرهابية، بدءاً من عدن حتى مأرب ومن حضرموت وصولاً إلى المخا، إذ لم تفرق الإمارات في مساعداتها بين المناطق اليمنية، سواء تلك الواقعة منها في جنوبي البلاد أم في شماله، شرقه أو غربه”.
وأخذت الصحيفة في التوسع لإظهار دور أبو ظبي الإنساني المزعوم قائلة:”هذا هو ديدن الإمارات، وهكذا سيبقى، ومن لديه شك في ذلك بإمكانه رؤية الحضور الإماراتي الكبير المتجسد في اليمن إنسانياً، إذ تشير المعطيات وتقارير الأمم المتحدة إلى أن دولة الإمارات تعد أكبر الداعمين لليمن في المساعدات الإنسانية خلال السنوات الماضية، حيث تصل فرقها الميدانية إلى كل منطقة تم تحريرها من الانقلابيين، لتقديم مساعدات تعليمية وصحية وغذائية يساعد أهلها على الخروج من أزمتهم، التي وجدوا أنفسهم يعيشونها منذ أحداث عام 2011، وزادت بؤساً بعد الانقلاب الذي نفذته جماعة الحوثي على السلطات الشرعية عام 2014″.
ولفتت إلى أنه “لم يكن موقف الإمارات المساند لليمن، سوى تعبير عن رغبة صادقة في انتشاله من الواقع المرير الذي وجد نفسه فيه بعد الانقلاب، وشواهد المساعدات الإماراتية لليمن تسبق أحداث 2014 بمراحل، وطوال السنوات الطويلة من هذه المساعدات، كانت سياسة الإمارات مبنية على احترام السيادة اليمنية، وهي نفسها السياسة التي تنتهجها الإمارات هذه الأيام في مختلف مناطق اليمن. وإقحام السيادة في الأزمة التي صنعتها الأصوات النشار في جماعة “الإخوان المسلمين” بتحريض وتمويل قطري لا يخفى على عين المراقب الحصيف، يندرج في سياق حملة لتشويه الجانب الإنساني لدولة الإمارات وعطائها في اليمن، الذي لم يقتصر فقط على المساعدات المالية والعسكرية، بل امتد ليشمل التضحية بالنفس، حيث اختلط الدم الإماراتي بالدم اليمني في مختلف ساحات المعارك وجبهات القتال”.
واستمرارا في تلميع وجه أبو ظبي، زعمت الصحيفة انه “لم يكن ولن يكون لدولة الإمارات أي أطماع في اليمن، وهذا موقف ثابت لا يحتاج إلى كثير من الشرح والتفسير، وحضورها في جزيرة سقطرى شأنه شأن وجودها في بقية مناطق اليمن، فالهدف منه تثبيت الأمن والاستقرار في المناطق التي تم تحريرها من قبضة الانقلابيين، وموقفها منسجم تماماً مع مواقف تحالف دعم الشرعية، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، والخطوات التي تقوم بها في مختلف مناطق اليمن، إنما تعكس استراتيجية الإمارات الهادفة إلى تأمين استقرار هذا البلد وإخراجه من المحنة التي يعيشها منذ سنوات”.