أثارت عملية اغتيال الناشط الانساني في اللجنة الدولية للصليب الأحمر حنا لحود بمحافظة تعز موجة من الاستنكار والادانات لهذا الفعل الشنيع.
وتعرض حنا لحود لعملية اغتيال في منطقة الضباب غربي مدينة تعز أثناء مروره من المنطقة برفقة بعثة الصليب الأحمر التي كانت تعد لافتتاح مكتب لها داخل المدينة
عملية الاغتيال تبعها انتشار كثيف لمسلحين يتبعون كتائب القائد السلفي عادل عبده فارع المكنى «بأبي العباس » في المنطقة دون وجود تفسير لطبيعة العملية التي وصفت بالسريعة والغامضة.
السلطة المحلية في الواجهة:
مثلت حادثة اغتيال الناشط الانساني حنا لحود صدمة للسلطات بمحافظة تعز عبرت عنها حجم الإدانة لهذا الفعل فالعملية التي وقعت خارج المدينة لم تكن في حسبان السلطات.
وتعد هذه الحادثة هي الأولى من نوعها منذ سنوات فرغم التواجد النسبي للبعثات ووفود المنظمات الدولية بمدينة تعز الا أن هذا التواجد ظل محميا « بالدافع الإنساني.
فهذه الوفود والبعثات ظلت طيلة مراحل الحرب التي تعيشها تعز تتنقل بين مختلف المديريات والمناطق لرصد وتقييم الوضع الإنساني والإسهام في التخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية التي تعد الأسوأ على الاطلاق.
وبادرت السلطات إلى استنكار الفعل وتقديم الوعود بملاحقة المتورطين والجهات التي تقف خلفهم ومباشرة التحقيق في الحادثة وكشف نتائج هذا التحقيق إلى الرأي العام.
دعوات إلى التوحد:
وبالنظر إلى بيانات الأطراف السياسية في المحافظة فقد عكس الموقف السياسي لهذه الأطراف استشعارا عاليا للمسؤولية تمثل في إدانة الجريمة واعتبارها عملا قبيحا يستهدف سمعة تعز بدرجة أساسية وتقديمها إلى العالم والمنظمات الدولية كبؤرة خطرة وغير ملائمة لنشاط هذه المنظمات.
وركز الموقف السياسي للأطراف بتعز على ضرورة التوحد والتماسك بين مختلف المكونات الرسمية والحزبية والشعبية.
كما حث السلطات على سرعة التحقيق في الحادثة واتخاذ إجراءات « رادعة » بحق المتورطين والجهات التي تقف ورائهم.
أبو العباس هروب إلى الأمام:
شكلت عملية الانتشار التي قام بها مسلحون يتبعون كتائب « أبي العباس » في منطقة الضباب فور جريمة اغتيال لحود لغزا إضافيا زاد من غرابة هذه الحادثة.
فالمسلحون وفقا لشهود عيان نفذوا انتشارا كبيرا في المنطقة وقاموا بقطع خط الضباب ومنع السيارات من المرور قبل أن يعاودوا فتحه من جديد.
ووفقا لمصدر خاص في تعز فقد جاء هذا الانتشار عقب القاء القبض على بعض المشتبهين الذين كانوا يتواجدون في المكان أثناء وقوع جريمة الاغتيال.
مضيفا « أن من بين الذين تم احتجازهم أحد العناصر الملثمة كان على متن دراجة نارية بالقرب من مكان الجريمة واتضح لاحقا تبعيته لكتائب أبي العباس ».
وتزيد هذه الحادثة من تعقيدات المشهد الأمني في تعز كما تضاعف التحديات أمام أجهزة الأمن التي تعمل منذ أعوام بإمكانات ضئيلة ومحدودة للغاية.