أثار فيديو متداول على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي ردود فعل غاضبة، بعد أن وثق حادثة إعدام ميداني وقعت في محافظة شبوة اليمنية يوم الاثنين الموافق 15 ديسمبر 2025.
وتظهر اللقطات مشهداً مأساوياً لشاب يُدعى أمين ناصر باحاج، من قبيلة “با حاج”، وهو يُعدم بشكل مباشر دون اللجوء إلى الإجراءات القضائية الرسمية.
وقد تم تسليم الشاب المتهم إلى أولياء دم المجني عليه باسل المرواح البابكري، من قبيلة “آل سود”، الذي قُتل على يد أمين.
ويظهر الفيديو الشاب وهو يردد عبارات تؤكد براءته ويصرخ قائلاً: “أنا مظلوم… سلموني ظلم”، قبل أن يتعرض لإطلاق نار كثيف أدى إلى وفاته.
وأشارت مصادر محلية إلى أن هذا الإجراء جاء في محاولة لاحتواء الموقف ومنع تفاقم الصراعات القبلية بين الطرفين. إلا أن المشهد الوحشي الذي وثقته الكاميرات أثار موجة غضب واسعة بين المواطنين والناشطين الحقوقيين، الذين أكدوا رفضهم لمثل هذه الممارسات التي تتعارض مع الأعراف والقوانين المحلية والدولية.
وطالب المتضامنون السلطات المحلية في شبوة، وعلى رأسها المحافظ ومدير الأمن، بالتحرك العاجل ومحاسبة المسؤولين عن هذا الإعدام الميداني، بالإضافة إلى الأطراف التي قامت بتسليم الجاني. وأكدوا أن استمرار مثل هذه الظواهر يعزز الفوضى ويغذي دائرة الثأر، وذلك في ظل غياب العدالة الرسمية.
من جهتها، أعربت المصادر الأمنية في المحافظة عن أسفها واستنكارها للجريمة، مشيرة إلى أن التصرفات التي رافقتها تمثل خروجاً صارخاً عن النظام والقانون. وأوضحت أن الأجهزة الأمنية تحركت فور تلقي البلاغ، لكنها لم تلقَ التعاون المطلوب، حيث تم التعامل مع القضية خارج الأطر القانونية بحجة “إطفاء الفتنة”.
كما علق المركز الأمريكي للعدالة على الحادثة، واصفاً إياها بأنها إعدام خارج نطاق القانون، وأنها تمثل انتهاكاً مباشراً لمبدأ سيادة القانون وتقويضاً لضمانات التقاضي. ودعا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تكرار مثل هذه الأحداث في المستقبل.















