الحوثيون يُحوّلون المساعدات الإنسانية إلى أداة للتجنيد في اليمن.. شهادات صادمة تكشف الواقع المرير

عدنان أحمد15 أكتوبر 2025
الحوثيون يُحوّلون المساعدات الإنسانية إلى أداة للتجنيد في اليمن.. شهادات صادمة تكشف الواقع المرير

تحت سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن، تحوّلت المساعدات الإنسانية من شريان حياة للمحتاجين إلى أداة ضغط لفرض الولاء والتجنيد القسري، وفقًا لتحقيق أجرته وكالة “رويترز” استند إلى عشرات الشهادات ووثائق أممية سرية.

وأفاد تحقيق الوكالة، الذي شمل مقابلات مع مئات اليمنيين النازحين من مناطق سيطرة الحوثيين، بأن المليشيا تستغل حاجة السكان للغذاء لدفعهم نحو القتال في صفوفها، أو المشاركة في حملاتها الدعائية.

وقال عبدالسلام، مزارع ثلاثيني يعيش في مخيم نزوح بعد فراره من مناطق الحوثيين: “الخيار صعب.. إما تنضم إليهم وتحصل على سلة طعام، أو ترفض وتظل جائعًا”.

وكشفت الوثائق الأممية التي راجعتها “رويترز” أن الحوثيين يفرضون ضرائب باهظة على السكان، ويتحكمون في توزيع المساعدات، بل ويختلقون قوائم بمستفيدين وهميين لتحويل الدعم إلى مقاتليهم.

وأكد أبو حمزة، أحد النازحين، أنه سُجن لمدة عام في زنزانة تحت الأرض لمجرد انتقاده الحوثيين خلال جلسات القات، قائلًا: “نحن محكومون بمليشيا تتخذ الدين غطاءً لجرائمها”.

وتوصل التحقيق إلى أن المليشيا تجبر الموظفين الحكوميين على حضور جلسات أسبوعية لتلقينهم أفكار زعيمها عبدالملك الحوثي، كما تطالبهم بدفع تبرعات لدعم غزة تحت التهديد.

وظهرت قصة المعلم عبدالملك، الذي هرب مطلع 2024 بعد حرمانه من راتبه لرفضه حضور تلك الجلسات، بينما طالبه الحوثيون بدفع مساهمات مالية أسبوعية.

أما فواز، أبٌ لثمانية أطفال، فكانت مسيرته أكثر مأساوية، إذ رفض الانضمام للمليشيا رغم حاجته الشديدة للسلال الغذائية، مما جعله يُوصف بـ”العدو” ويُحرم من المساعدات.

ولم تنته معاناته عند هذا الحد، بل فقد ساقه بعد انفجار لغم أرضي أثناء محاولته العبور إلى السعودية بحثًا عن العمل.

وأشار موظفو إغاثة إلى أن الحوثيين يحجبون الحقائق عن الأمم المتحدة، حيث تضمنت قوائم المساعدات أسماء “مستفيدين أشباح”، بينما حُرِم كثيرون من المساعدات لعدم ولائهم للمليشيا.

ولجأت الأمم المتحدة إلى جمع البيانات عن بُعد عبر الهاتف بعد اكتشاف تلاعب الحوثيين بنتائج المسوحات، التي كانوا يوجهونها لتصوير أزمة جوع مبالغ فيها بهدف جذب تمويل إضافي.

كما تعرضت شركات المراقبة المستقلة للمساعدات لملاحقة الحوثيين، حيث داهموا مكاتبها واعتقلوا موظفيها، بينما حُكم على الرئيس التنفيذي لإحدى هذه الشركات بالإعدام قبل تخفيف العقوبة لاحقًا.

ويواصل الحوثيون، المدعومون من إيران، استخدام المساعدات كسلاح لتعزيز سيطرتهم، تاركين ملايين اليمنيين بين المطرقة والسندان: الجوع أو القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

رويترز

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق