تحول صباح يوم الاثنين في قريتي سلام ومنقباد بمحافظة أسيوط المصرية إلى كابوس حقيقي بعد أن أودى حادث مروع بحياة خمسة أطفال وإصابة سبعة آخرين، إثر انقلاب “تروسيكل” كان ينقلهم إلى المدرسة داخل ترعة منقباد.
لم يكد الأطفال يغادرون منازلهم حاملين حقائبهم الدراسية، حتى اختل توازن المركبة، لتنقلب بهم في مياه الترعة الموحلة، وسط صراخ الأهالي الذين هرعوا لإنقاذهم، لكن التيار القوي حال دون ذلك.
وشهدت القريتان يوم الثلاثاء مشهداً مؤلماً بتشييع جثامين الضحايا الأربعة بعد إصدار النيابة تصريحاً بدفنهم، بينما أعلن لاحقاً عن وفاة الطفل الخامس متأثراً بإصابته، ليكتمل عدد الضحايا في حادث هزّ مشاعر المصريين.
وبحسب أقوال الأهالي، فإن الضحايا هم: سمر محمد التي لقت حتفها على الفور، بالإضافة إلى بسملة أحمد، وجنا إبراهيم، ومليكة حسين، وعدي محمد، الذين فارقوا الحياة داخل المستشفى.
وتحركت النيابة العامة على الفور، حيث انتقل المستشار مصطفى رسمي مدير نيابة مركز أسيوط إلى موقع الحادث، وأمر بالتحفظ على السائق وإخضاعه للفحص الطبي لمعرفة ما إذا كان متعاطياً للمخدرات، كما كلفت المباحث بإجراء تحريات موسعة حول الواقعة.
وأوضحت التحقيقات الأولية التي أشرف عليها المقدم عمر عبد العظيم رئيس مباحث المركز، أن السائق كان في طريقه إلى عمله عندما وافق على نقل الأطفال مجاناً من قرية سلام إلى مدرستهم في منقباد، إلا أن عجلة القيادة اختلت، ما أدى إلى الانحراف والسقوط في الترعة.
ولم تكن السرعة العالية هي السبب، بل سوء حالة الطريق وضيق الممر المجاور للترعة، الأمر الذي زاد من صعوبة السيطرة على المركبة. وبعد ساعات من البحث، تمكنت فرق الإنقاذ النهري من انتشال الضحايا والمصابين من مياه الترعة التي تغذي عدة محافظات بصعيد مصر.