تصاعدت المواجهات في محافظة ريمة إلى مستويات خطيرة بعد أن رفض الشيخ السلفي البارز صالح حنتوس الاستجابة لمطالب مليشيا الحوثي بتسليم نفسه، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة مساء يوم الثلاثاء الماضي.
وأفادت مصادر محلية بأن المليشيات الحوثية أطلقت هجومًا واسعًا على منزل الشيخ حنتوس في مديرية السلفية، مستخدمة أسلحة ثقيلة ومدفعية، في محاولة لاقتحام المنزل رغم إعلان الشيخ تمسكه بخيار المقاومة ورفضه الاستسلام.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن المليشيات حشدت أكثر من 120 آلية عسكرية وطقمًا قتاليًا لمحاصرة منزل الشيخ، الذي أكد أن سلاحه الوحيد هو “المصحف والمسبحة”، معتبرًا أن جريمته الوحيدة هي “قوله ربي الله”.
وفي تطور مفاجئ، تحولت المواجهات إلى ما يشبه “الهبة القبلية”، حيث انضم المئات من أبناء القبائل في ريمة إلى صفوف الشيخ حنتوس، فيما وصلت تعزيزات قبلية عبر أكثر من 50 سيارة محملة بالمقاتلين، في مشهد يعكس رفضًا جماعيًا للضغط الحوثي.
ولفتت مصادر قبلية إلى أن بعض المشايخ المنخرطين مع الحوثيين دعوا القبائل للانضمام إلى المعركة، معتبرين الهجوم على الشيخ “إهانة لرموز العلم والدين” وتجاوزًا للخطوط الحمراء في القيم المجتمعية.
من جهته، ناشد وكيل محافظة ريمة محمد العسل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية التدخل العاجل لوقف ما وصفه بـ”الجرائم الحوثية”، محذرًا من عواقب التصعيد على الأوضاع الأمنية في المحافظة.
وأكد العسل في تصريح صحفي أن الحملة الحوثية ضد الشيخ حنتوس تمثل “عملًا همجيًا”، معربًا عن استنكاره لصمت بعض الشخصيات السياسية والقبلية إزاء ما يحدث، واصفًا موقفهم بأنه “سيُلاحقهم في صفحات التاريخ”.
يذكر أن المليشيات الحوثية كانت قد فرضت حصارًا مشددًا على منزل الشيخ حنتوس قبل أيام، قبل أن تبدأ في قصفه وتفجير منزل شقيقه، مما أدى إلى إصابة الشيخ وزوجته بجروح، في تصعيد يهدد بإشعال مواجهات أوسع في المحافظة.