حذرت منظمات حقوقية يمنية، السبت، من ارتكاب مليشيات الحوثي جرائم انتقامية وأخرى دينية تطرفية في محافظتي مأرب والحديدة، شرقي وغربي اليمن.
وكشفت منظمة حماية اليمنية عن قيام عناصر متطرفة لمليشيات الحوثي بإحراق مكتبة ومؤلفات تابعة لأحد دور العبادة في بلدة “نجاء” في مديرية الجوبة جنوب المحافظة، التي تشهد أعنف المعارك منذ أكثر من عام.
وأوضحت المنظمة في بيان لها، أن “المتطرفين الحوثيين شرعوا في إجبار السكان في مديرية حريب جنوب مأرب على اعتناق معتقداتهم الدينية وممارسة طقوس العبادة بشكل مختلف”.
وحذر البيان من أبعاد ومآلات التطرف الذي يمارسه الحوثيون بمناطق سيطرتهم جنوب مأرب.
وأدانت المنظمة اليمنية ممارسة الإكراه للناس بمعتقدات متطرفة، معبرة عن شعورها بالقلق تجاه الفتيان اليافعين من ذلك، معتبرة المساس بدور العبادة اعتداء وانتهاك يجرمه القانون الإنساني الدولي.
من جانبها، قالت منظمة ميون لحقوق الإنسان، إن مليشيات الحوثي، مارست أعمالا انتقامية بحق المدنيين، في المناطق التي أخلتها القوات المشتركة بمحيط مدينة الحديدة شملت القتل والاختطاف والتهجير القسري.
وطالبت المنظمة في بيان مليشيات الحوثي بالتوقف الفوري عن هذه الأعمال العدائية بحق المدنيين و إبداء حسن النوايا لتنفيذ التزاماتهم باتفاق ستوكهولم بإطلاق المختطفين فوراً وعدم التعرض للمدنيين الذين باتوا في مناطق سيطرتها.
ودعا البيان بعثة الأمم المتحدة لإعادة الانتشار في الحديدة إلى تحمل مسؤولياتها في العمل على تنفيذ الالتزامات الحوثية بموجب الاتفاق الذي ترعاه المنظمة الأممية وحماية المدنيين الذين باتوا تحت رحمة مليشيات الحوثي.
ورحب البيان بالخطوة الشجاعة التي قامت بها القوات المشتركة بالانسحاب من محيط مدينة الحديدة والتي أدت بشكل فوري إلى فتح طريق كيلو 16 الاستراتيجي أمام مرور مركبات الأهالي طبقاً لاتفاق ستوكهولم.
وطالب البيان، المنظمات الدولية والجهات الرسمية بالاستجابة الطارئة لأكثر من 500 أسرة نازحة ومهجرة من تلك المناطق في ظل تقارير تتحدث عن حاجتها الماسة للإيواء في مخيمات طارئة بمديرية الخوخة وإغاثتها بالمواد المنقذة للحياة.
وكان نائب مدير الوحدة التنفيذية في محافظة الحديدة، جمال المشرعي، قال إن موجة نزوح كبيرة تشهدها مناطق جنوب الحديدة.
وقال إن 820 أسرة أي ما يناهز 4000 شخص غالبيتهم نساء وأطفال فروا هلعا من الإرهاب الحوثي الذي ارتكب فظاعات شملت قطع رؤوس وسحل للأهالي بشكل بشع.
وأضاف أن المئات من النساء والأطفال والشيوخ أصبحوا بلا مأوى، مشيرا إلى أنهم توزعوا في حواري وشوارع وفنادق الخوخة وعلى الأزقة وتحت الأشجار وعند أقاربهم في صورة مأساة رهيبة جدا وبشكل مخزي وغير إنساني.
وأكد أن أغلب الأسر النازحة تعود إلى مديريات الدريهمي والتحيتا والجاح والطور ومن داخل مدينة الحديدة.
وأشار إلى أن أغلب المنظمات الإنسانية لم تتجاوب مع نداء الاستغاثة الذي أطلقناه لإغاثة المنكوبين عدا الخلية الإنسانية التابعة للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية.
وأكد أن الموجة المفاجئة من النزوح بسبب ارتكاب مليشيات الحوثي أعمالا إرهابية إذ نفذت حملات ذبح ميداني وألقت برؤوس الضحايا على الطريق العام لبث الرعب لدى الناس، فضلا عن اعتقال المئات من المدنيين.
ودعا المسؤول اليمني الأمم المتحدة إلى التدخل العاجل لإيقاف مليشيات الحوثي عن قتل المدنيين، وما تقوم به من أعمال إرهابية.
كما دعا المسؤول اليمني، المنظمات الإنسانية إلى الاستجابة الإنسانية الطارئة بتوفير السكن والمأوى والغذاء للنازحين في هذه الأوقات الشتوية شديدة البرودة.