تصاعدت مؤخراً تساؤلات جدية بشأن وضع قيادات يافع في المجلس الانتقالي، والتي شكلت عمود الانقلاب على الحكومة الشرعية قبل عامين، بعد سلسلة من الوقائع والضربات التي تعرض لها هذا المعسكر من قبل شريكه في الانقلاب (معسكر الضالع).
ويقول مراقبون إن حجم المؤامرة التي تستهدف قيادات يافع أكبر مما يتخيله اليافعيون أنفسهم، ولعل القرارات الأخيرة لرئيس مجلس الإنفصال عيدروس الزبيدي الضالعي التي أطاحت بالقياديين البارزين محسن الوالي ونبيل المشوشي أبرز شاهد على عملية الإزاحة المتعمدة والمستمرة للقيادات اليافعية من كافة المواقع والمناصب الحساسة في جسد دويلة (الإنتقالي).
والحق يقال، فالرغبة الحقيقية في ضرب يافع وسحق قياداتها ليست خفية على أحد، ولطالما رأى مرتزقة الضالع المقربين من أبوظبي وعلى رأسهم عيدروس الزبيدي وشلال شائع وفضل حسن أن غنيمة الانقلاب على الشرعية من نصيب الضالع فقط، وهكذا حركتهم النشوة الجامحة طوال الفترة الماضية للقيام بعملية استئصال جذري لقيادات يافع، عبر القتل وكل الطرق الأخرى التي تؤمن هيمنتهم على عدن وتعزز سطوتهم المطلقة على يافع.
وقد بدأ مسلسل ضرب يافع قبل انقلاب أغسطس بأمد بعيد، وتعتبر حادثة اغتيال اللواء أحمد سيف اليافعي (نائب رئيس هيئة الأركان) في المخا التدشين الرسمي من قبل أدوات الإمارات في جناح الضالع لاستهداف كل القادة العسكريين والسياسيين المنتمين جغرافياً ليافع.
وفي 2019 تمت تصفية منير اليافعي (أبو اليمامة) القائد العسكري اليافعي الأكثر نفوذاً في عدن، والذي كان يقود ألوية الدعم والإسناد (الجناح العسكري للمجلس الانتقالي)، ليبدأ بعدها نزيف الدم اليافعي المستمر حتى اليوم.
وبينما كان الجميع يتوقع ردة فعل لأبناء يافع على ما يتعرض له قياداتها من تنكيل وتصفيات ممنهجة، اختارت يافع المهادنة وخدعتها شعارات التوحد خلف القضية التي أطلقها فصيل الضالع، ليبدأ بعدها فصل جديد من فصول النكبة اليافعية، فصمت الضحية شجع الجلاد على الإمعان في القتل والتنكيل، ونواميس الطبيعة ثابتة لا تتغير.
ومن أبرز من قتلتهم آلة الفتك الضالعية من أبناء يافع ما يلي:
اللواء أحمد سيف اليافعي (اغتيال) – العميد محمد طماح (اغتيال) – اللواء منير اليافعي (اغتيال) – العميد أبو محمد الحدي (اغتيال) – العميد النقيب اليافعي (اغتيال) – العميد السعدي (اغتيال) – الصحفي نبيل القعيطي (اغتيال) – النقيب حسن قماطه (اغتيال ) – القيادي أحمد الإدريسي (اغتيال).
الجدير ذكره أن العميدين اليافعيين محسن الوالي ونبيل المشوشي قد تعرضا لمحاولة اغتيال قبل أشهر، وتم نقلها لأبوظبي لتلقي العلاج، وبعد عودة القائدين خلال الشهرين الماضيين افتعل القيادي كرم المشرقي بإيعاز من قائده الضالعي شلال شائع معركة معهما في حي الشيخ عثمان، ليصدر بعدها الزبيدي قراراً بالإطاحة بهما، وهو ما وصفه يافعيون بالمسرحية المفضوحة.
لقد ارتكبت يافع خطيئة عمرها حينما انجرت لمغريات الإمارات ومرتزقة الضالع وانقلبت على السلطة الشرعية، وها هي اليوم تتعرض للفتك والتنكيل من قبل شريكها الدموي، فهل تستيقظ يافع من غفوتها وتنفض عنها هذا الهوان وتذيق مرتزقة الضالع من ذات الكأس أم أن الأوان قد فات؟