فيما لا تزال ظروف اندلاع الحريق الذي طال مركزاً لاحتجاز اللاجئين في العاصمة اليمنية صنعاء غير واضحة، وسط تأكيد عدد من اللاجئين الإثيوبيين والصوماليين ارتكاب عناصر من الميليشيات الحوثية لتلك المجزرة المروعة، كرر وزير الإعلام اليمني اليوم الأربعاء استغرابه لصمت العالم عن تلك المذبحة.
وقال في تغريدة على حسابه في تويتر: نستغرب صمت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والهجرة إزاء المجزرة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي في أحد مراكز الاحتجاز وراح ضحيتها مئات اللاجئين الأفارقة، وعدم إدانة الجريمة والذي يضع أكثر من علامة استفهام، ويشجع الميليشيا للاستمرار في ارتكاب جرائمها!.
وكان الوزير اليمني أكد أمس أيضا أن تلك الجريمة المروعة تفتح ملف واحدة من أخطر جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها الميليشيات المدعومة من إيران، وكيف تعمدت تصفية اللاجئين بدم بارد بعد اعتقالهم وتخييرهم بين القتال أو الاعتقال وابتزازهم مالياً مقابل إطلاقهم.
مشاهد مروعة.. وجثث متفحمة
أتى ذلك، بعد أن انتشرت خلال الساعات الماضية، مشاهد مروعة، من داخل مركز الاحتجاز، الذي التهمته النيران، فيما تعالت أصوات عدد من المحتجزين، مطالبة النجدة.
وأظهرت المشاهد، حالة الرعب التي عاشها هؤلاء اللاجئون، وسط تناثر الجثث المتفحمة على الأرض.
ماحدث للاجئين الافارق الاثيوبين وحراق جثثهم بهذه الوحشيةبالعاصمة صنعاء شي مرعب عاد للاذهان محرقة الهولوكوست وغيرها من جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة بحق الإنسانية يجب على الأمم المتحدة سرعة اجراء تحقيق دولي لهذه الجريمة و يجب بأن لاتمر دون معاقبة مرتكبيها وفق القانون الدولي pic.twitter.com/8XXA2IJscM
— نعمان الحذيفي (@noaman734743938) March 9, 2021
يذكر أن أحد اللاجئين كان كشف لوسائل إعلام محلية أن اللاجئين المحتجزين طلبوا إما ترحيلهم أو الإفراج الفوري عنهم، وبدأوا إضراباً عن الطعام استمر أياماً قبل الحادثة، لافتاً إلى أن قائداً عسكرياً حوثياً دخل إلى سجن اللاجئين وخيرهم بفك الإضراب عن الطعام أو الضرب.
كما أوضح أنه “عندما قام القائد العسكري الحوثي بالاعتداء على السجناء، رد اللاجئون بالدفاع عن أنفسهم فضربوه إلى أن فارق الحياة، فما كان من الميليشيا إلا أن انتقمت بصبّ البنزين في السجن وسط السجناء وإلقاء قنبلة بداخله”.
في حين أعلنت منظمة الهجرة الدولية، سابقا وفاة عدد من المهاجرين الأفارقة والحراس بسبب الحريق الذي نشب الأحد، في مركز الاحتجاز في العاصمة اليمنية. وأضافت في بيان صحافي أنها تواجه تحديات في الوصول إلى الجرحى بسبب الوجود الأمني المتزايد في المستشفيات، في إشارة إلى الإجراءات التي تتخذها ميليشيات الحوثي تجاه هذا الحادث المميت.
كما أشارت في حينه إلى أن سبب اندلاع الحريق في المركز “لا يزال غير واضح”، مضيفة: “إنه واحد من مخاطر عديدة واجهها المهاجرون خلال السنوات الست الماضية من الأزمة في اليمن”.