دعت هيئة علماء اليمن الرئيس عبدربه منصور هادي إلى تحريك كافة الجبهات ودعوة أبناء الشعب اليمني للنفير العام وتقديم مختلف أشكال الدعم المادي والمعنوي للقوات المسلحة والأمن ورجال القبائل للذود عن محافظة مأرب، ورفد الجبهات في وجه العدوان الحوثي الغاشم.
وقالت هيئة العلماء في بيان إن الهجمات العدوانية الأخيرة على مأرب في شهر رجب المحرم ما هي إلا محطة أخرى في مسيرة المليشيا الإجرامية الحافلة بالعدوان على الشعب اليمني وتجسيد حقيقي للبغي، وغياب تام للوازع الديني والأخلاقي لهذه المليشيا الموغلة في الغلوّ والقتل والتدمير، والتي لا ترقب في مؤمنٍ إلاً ولا ذمة، ولا تراعي حرمة الدماء والأموال والأعراض أو أية مساع للتهدئة وإحلال السلام.
وعبرت الهيئة عن تضامنها الكامل مع أبناء محافظة مأرب وساكنيها ضد هذا العدوان الأثيم لجماعة الحوثي المجرمة.
نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن هيئة علماء اليمن بشأن عدوان المليشيا الحوثية على مأرب
الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم التنزيل: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]، والقائل جل ثناؤه: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [الشورى: 41، 42]، والقائل جل وعلا:{فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194].
والصلاة والسلام على رسول الله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، القائل محذرًا من العدوان واستباحة الدماء المعصومة:( المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هاهُنا ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ ) رواه مسلم، والقائل عليه الصلاة والسلام مؤكدًا حق الدفاع المشروع عن النفس والمال والعرض: (مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهوَ شَهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فهوَ شَهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فهوَ شَهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهلِهِ فهوَ شَهيدٌ ) رواه أبوداود الترمذي والنسائي وأحمد.
أما بعد:
فقد تابعت هيئة علماء اليمن، استمرار المليشيا الحوثية الانقلابية الباغية في عدوانها الغاشم على الشعب اليمني وتصعيدها الإجرامي خلال الأيام الماضية ضد محافظة مأرب، التي باتت ملاذا لملايين للنازحين من جرائم المليشيا في مناطق سيطرتها وإذ تدين هيئة علماء اليمن هجمات المليشيا الحوثية الانقلابية ضد مأرب وساكنيها فإنها تؤكد على مايلي:
أولاً: إن ّهذه الهجمات العدوانية الأخيرة على مأرب في شهر رجب المحرم ما هي إلا محطة أخرى في مسيرة المليشيا الإجرامية الحافلة بالعدوان على الشعب اليمني وتجسيد حقيقي للبغي، وغياب تام للوازع الديني والأخلاقي لهذه المليشيا الموغلة في الغلوّ والقتل والتدمير، والتي لا ترقب في مؤمنٍ إلاً ولا ذمة، ولا تراعي حرمة الدماء والأموال والأعراض أو أية مساع للتهدئة وإحلال السلام.
ثانياً: إنّ هذه الوحشية التي تمارسها المليشيا الحوثية وهجماتها المتكررة ضد أبناء مأرب وساكنيها بدافع الاستعلاء العنصري والحقد والغرور والاستكبار والطمع في ثروات المحافظة، وخدمة لأجندة المشروع الصفوي، تؤكد غياب المسؤولية الوطنية والإسلامية والإنسانية إزاء الكلفة البشرية والمادية والأرواح التي تُزهق وقودًا لأحقادها وجشعها وحب التسلط ولو على أنهار من دماء اليمنيين.
ثالثاً: وإذ تؤكد هيئة علماء اليمن تضامنها الكامل مع أبناء محافظة مأرب وساكنيها ضد هذا العدوان الأثيم لجماعة الحوثي المجرمة، فإنها تشد على يد القوات المسلحة والأمن ورجال القبائل في جهادهم المشروع لدفع الصائل المعتدي دفاعا عن الدين والنفس والمال والعرض، حيث تضافرت نصوص الشريعة الإسلامية على حفظ هذه الكليات وحمايتها وردع من يعتدي عليها، وقد اعتدت هذه الطائفة المارقة على هذه الضروريات، فتلاعبت بالدين ومفاهيمه المستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهدّمت وخرّبت المساجد، ودور القرآن، والجامعات الإسلامية ،ومراكز تعليم العلوم الشرعية،وسفكت الدماء المعصومة واغتصبت الأموال العامة والخاصة بغير حق، واقتحمت منازل اليمنيين وفجرتها وقتلت الأطفال والنساء وزرعت الألغام، وهجرت الناس من بيوتهم وصادرت حرياتهم إلى غير ذلك من الجرائم.
رابعاً: تدعو هيئة علماء اليمن جميع أبناء الشعب اليمني إلى التضامن والتعاون مع مأرب والنازحين إليها، بمختلف أنواع الدعم، ورفض الظلم والطغيان، ومقاومته وعدم الاستسلام لخطاب الكراهية والتضليل والافتراءات الذي تتبناه مليشيا الحوثي لتبرير عدوانها الغاشم على المحافظة التي احتضنت كل المظلومين والمضطهدين من مختلف مناطق اليمن، ولا تزال مأرب بما حباها الله من الخير تجود على الشعب اليمني بخيراتها.
خامساً: تنصح هيئة علماء اليمن كافة المغرر بهم الذين تدفع بهم مليشيا الحوثي إلى محارق الموت للعودة إلى منازلهم والتزام التوبة والاستغفار والكف عن قتال إخوانهم في مأرب وفي عموم الجبهات، خدمة لهذه الجماعة الباغية الخارجة عن الدستور والقانون، ومن روائها المشروع الإيراني الصفوي الذي يعمل على الهيمنة على اليمن والمنطقة وتخريب مقوماتها.
سادسا: تثمن هيئة علماء اليمن دور أشقائنا في المملكة العربية السعودية قائدة التحالف العربي على ما يقدمونه من دعم وإسناد للقوات المسلحة وتدعو إلى الاستمرار والمزيد من الدعم والإسناد، وبخاصة أن المليشيا الحوثية التابعة لإيران تشكل خطرا محدقا يتجاوز اليمن، ويهدد جيرانه والمنطقة برمتها.
نسأل أن يحفظ مأرب وأهلها والنازحين إليها، وأن يكفيهم شر المليشيا الانقلابية، وأن ينصرهم ويخذل عدوهم، ويجعل دائرة السوء عليه.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
صادر عن هيئة علماء اليمن.