طاهر القباطي.. قصة عملاق يمني نقله بن زايد إلى أبوظبي بشكل خاص للانتقام منه (تقرير)

12 أكتوبر 2020
طاهر القباطي.. قصة عملاق يمني نقله بن زايد إلى أبوظبي بشكل خاص للانتقام منه (تقرير)

في واحدة من أكثر القصص المأساوية التي تكشف عن الخسة والعربدة الإماراتية في اليمن، يقضي الدكتور طاهر عبدالله عبدالجبار القباطي (48 عامًا)، للشهر الرابع عشر على التوالي، في أقبية سجون المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا، وسط انباء عن تعرضه لتعذيب قاسٍ أفقده القدرة على النطق والحركة.

 

ففي الـ20 من يوليو من العام الماضي، اعتُقل القباطي من قبل قوات المجلس الانتقالي في نقطة العلم، المدخل الشرقي للعاصمة المؤقتة عدن، أثناء عودته من مدينة سيئون بحضرموت رفقة زوجته، ووجهت له تهمة تدبير انقلاب.

وبحسب المصادر فإن القباطي كان معتقلاً في سجن التواهي التابع للإمارات ويتعرض لتعذيب الشديد، في زنزانة انفرادية خاصة اسمها الضغّاطة (إماراتية) مساحتها متر نصف، وممنوع عنه أي اتصال أو زيارة ومنع عنه الدواء، وقد سبب التعذيب في فقدانه الحركة والنطق.

 

منذ ذلك الحين لا يزال مصير “القباطي” مجهولا، ولم يسمح لأهله بزيارته أو الاطمئنان على حالته الصحية.

 

والقباطي هو أكاديمي حاصل على شهادة الدكتوراه في الكيمياء التحليلية بامتياز عن الوضع البيئي للعناصر الثقيلة وأثرها على الإنسان في مدينة عدن، وهو أستاذ الكيمياء التحليلية المساعد، عضو هيئة التدريس في كلية صبر، ورئيس القسم العلمي لقسم الكيمياء فيها.

 

سبق إصرار وترصد

سبق أن تعرض منزل القباطي للمداهمة في 21 أغسطس 2019م، من قبل المجلس الانتقالي  في عدن بحجة إلقاء القبض القهري على زوجته، وولده وآخرين، وفق بيان لمنظمة سام للحقوق والحريات، مشيرًا إلى أن اختطف “الانتقالي” ثلاثة طلاب من أقربائه كانوا يقيمون في المنزل، كما اختطفوا شخصًا يدعى صادق خليل وآخرين “لا لشيء إلا لقرابتهم من الدكتور”.

دُهم المنزل بواسطة مسلحين كانوا على متن ثلاث دوريات، ولم يكتفي المهاجمون باعتقال المقربين من القباطي بل نهبوا بعض محتويات المنزل.

 

تنقل زوجة الضحية فوزية التفاصيل وفقاً للمعتقل الوحيد الذي خرج بعد اعتقاله، إنه “قبل مغادرة الدوريات الثلاث جاءت مجموعة أخرى من المسلحين على متن دوريتين أخريين وظلت بجوار المنزل لمدة يومين متتالين”.

 

في اليوم الثالث غادر المسلحون منزل القباطي وصادروا معهم سيارة نوع “كورلا” كانت تقف في فناء المنزل.

 

ويشير بيان منظمة سام (أهلية مقرها جنيف)، إلى أنه منذ ذلك الحين توالت مداهمات لمنازل بعض أصحاب وأقارب القباطي، والعبث فيها ومصادرة ما وقعت عليه أعينهم من أموال وأوراق وأثاث وسيارات.

 

وتنقل المنظمة عن مصادر مقربة من القباطي، قولهم إن ” إن الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري لأفراد تجمعهم صلة قرابة بالدكتور القباطي لم تتوقف، حيث داهمت قوة تابعة لأوسان العنشلي (قيادي بالمجلس الانتقالي) منزل محمود القاضي واختطفت ابنه إدريس الموظف في جامعة العلوم والتكنولوجيا في عدن، وقامت بمصادرة أوراق ومبالغ نقدية وأجهزة هاتفية، كما نهبت سيارة محمود القاضي وسيارة ابنه إدريس”.

 

 

وتقول المصادر إن “القباطي جرى نقله إلى خارج اليمن يعتقد بشكل كبير أنه أخذ إلى الإمارات العربية المتحدة لاستكمال التحقيق معه”.

 

واعتبرت المنظمة، نقل القباطي إلى خارج البلاد بأنه “يعد انتهاكًا صريحًا وخطيرًا لمبدأ السيادة في حال صحتها وعلى السلطات اليمنية واجب دستوري في التأكد من مكان احتجازه”.

 

وطالب يمنيون قوات المجلس الانتقالي والسلطات المحلية في محافظة عدن بالكشف الفوري عن مصير الدكتور القباطي والسماح لأسرته بزيارته والاطمئنان على صحته.

 

وقالت أصوات حقوقية محلية إن “جريمة الإخفاء القسري تعد مجرمة بموجب القانون، وتتجسد هذه الجريمة باحتجاز  السلطات شخصًا، وتنكر احتجازه أو لا تكشف عن مصيره ومكانه”.

 

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق