سلطت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية الضوء على الدور الذي تلعبه الإمارات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين السودان ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وكسر الإجماع العربي السابق على رفض التطبيع، معتبرة أنها تلعب دور “القابلة” في العلاقات بين الخرطوم وتل أبيب.
جاء هذا في مقال نشرته الصحيفة على موقعها الإليكتروني تحت عنوان “أرغب في التوصل للسلام بين إسرائيل والسودان، ولكن ليس بهذه الطريقة”.
وقال كاتب المقال موتسيم علي إن زخم التغيير الذي يختمر في السودان منذ الإطاحة بالبشير في أبريل 2019، تلقى دفعة كبيرة مع التوصل لاتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات.
وأضاف الكاتب السوداني الذي يعيش في دولة الاحتلال بعد طلب لجوء أن الإمارات لعبت بالفعل دور “القابلة” في العلاقات السودانية الإسرائيلية، بتسهيل أول اجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني في فبراير الماضي.
وكان البرهان التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي في مدينة عنتيبي الأوغندية واتفقا على البدء في تطبيع العلاقات بين البلدين.
وذكر مسؤول عسكري سوداني في حينها لوكالة أسوشيتد برس أن دولةَ الإمارات هي من رتبت اللقاء بين الجانبين، وأن البرهان وافق على أمل أن يساعد التقارب مع إسرائيل في رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية.
واعتبر الكاتب أن اتفاق الإمارات يمزق الموقف الموحد لجامعة الدول العربية ضد التطبيع، مع إسرائيل، الذي تم إعلانه بشكل شهير في قمة طارئة لجامعة الدول العربية في الخرطوم نفسها عقب هزيمة 1967.
وتعرف هذه القمة في اللغة العامية بـ ” قمة اللاءات الثلاثة”: لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف بإسرائيل، لا مفاوضات مع إسرائيل.
وفي الثالث عشر من الشهر الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الإمارات وإسرائيل توصلتا إلى “اتفاق سلام تاريخي” يسمح للبلدين بتطبيع العلاقات بينهما.
وصدر بيان مشترك عن الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات تحدث عن “إنجاز دبلوماسي” واتفاق “على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات”. كما أشار الى أن الاتفاق يشمل وقف إسرائيل عملية ضمّ أراض في الضفة الغربية المحتلة.
وأعلن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تغريدة على “تويتر” أن بلاده اتفقت مع إسرائيل على “وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا إلى علاقات ثنائية”.
ويعتبر هذا الاتفاق هو الأول بين إسرائيل ودولة عربية بعد اتفاقات السلام الموقعة مع مصر والأردن والفلسطينيين.
