فيما وصف بأنه انكشاف جلي لخياناته ومؤامراته ضد الدولة والشرعية، تربّع رئيس وزراء الحكومة اليمنية معين عبدالملك على عرش قلوب الإنفصاليين، بحسب ما كشفته تغريدات قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، وكذا تغريدات ناشطيه وآلته الإعلامية في منصات التواصل الاجتماعي.
وتوحدت مطالب جميع قيادة الإنفصال وناشطيه خلف تأييد بقاء رئيس الوزراء معين في منصبه، بالرغم من انتمائه لمحافظة تعز التي نكّلت مليشيات الانتقالي بأبنائها المتواجدين في مختلف المدن اليمنية الجنوبية، بحجة انتمائهم لمحافظة شمالية.
وتدور منذ أيام مشاورات محتدمة في العاصمة السعودية الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، للتوصل إلى اتفاق سلام ينهي التمرد الذي يقوده الإنتقالي بإيعاز من الإمارات في عدد من المحافظات الجنوبية.
وتتركز معظم المشاورات حول تسمية شخصيات في مناصب حساسة تتضمن تسمية رئيس للوزراء ومحافظ لعدن ومدير لأمنها.
معين.. محبوب الإنفصال
وفي خضم الجدل المحتدم محلياً حول نتائج وخرجات المشاورات الحالية، دشنت قيادات الإنفصال حملة لدعم معين للبقاء في منصبه، ووصفته بأنه “الشخص المناسب في المكان المناسب”
وفي هذا الصدد كشف الإعلامي الإنفصالي عادل اليافعي عن فرحة كبيرة إزاء الشائعات التي تحدثت عن إبقاء معين في منصبه، واصفاً إياه بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب.
واعترف الإعلامي الإنفصالي صلاح السقلدي بأن معين هو الأقل عداءاً للإنفصاليين وللمجلس الانتقالي، من بين قيادات الحكومة اليمنية.
ودعا السقلدي للتمسك بمعين رئيسا للوزراء، لأن إزاحته – بحسب اعترافاته – ستتسبب بنتائج كارثية لمعسكر الإنفصال.
من جهته قال الإعلامي في مليشيا الإنتقالي خالد المعاري أن معين “أفضل بمليون مرة من جماعتنا الجنوبيين اللي مسكوا مناصب في الحكومة” بحسب ما ورد على لسانه.
وأضاف: “معبن أفضل من بن دغر الذي يجاهر بعدائه للجنوبيين والميسري وغيرهم ممن كنا نظن أنهم جنوبيين”.
وإمعاناً في التطبيل لمعين تغزّل فصيل آخر من الإنفصاليين في محافظة تعز، وبدأوا بالتحدث عن “تضحيات تعز”، بالرغم من كون تعز هي أكثر محافظة يمنية تعرضت للإساءة والتشويه من قبل الآلة الإعلامية للإنفصال.
وقال عضو ما تسمى بالجمعية الوطنية التابعة للمجلس الانتقالي، وضاح بن عطية في وصلة تطبيل غير مسبوقة: “التضحيات التي قدمتها تعز في معركتنا ضد مليشيات إيران وتركيا تستحق أن يكون حتى الرئيس من تعز، وليس فقط رئيس الوزراء أو رئيس مجلس النواب أو رئيس مجلس الشورى”.
البعرة تدل على البعير
يرى قطاع واسع من اليمنيين أن التهم التي وجهت لمعين في الأشهر السابقة بالتواطؤ مع الإمارات وتمكين مرتزقتها من تقويض مؤسسات الدولة وإضعاف القوى الوطنية وعلى رأسها الجيش الوطني، تأكدت وتعمّدت وأصبحت حقيقة غير قابلة للنكران بعد حملة التطبيل التي دشنها الفصيل الإنفصالي لتأييد معين.
وفي هذا الصدد يقول الناشط الإعلامي أحمد الأحمدي: “قديماً قالوا.. البعرة تدل على البعير.. لهذا يمكن القول أن بعرة تطبيل الإنفصال لمعين يدل على بعير الخيانة والعمالة والإرتهان للدرهم الإماراتي”.
ويقول ناشط آخر: “أصبحت عارياً يا معين ومفضوحاً على رؤوس الأشهاد.. أي غباء قاد أسيادك في أبوظبي للإيعاز لمرتزقتهم للتطبيل لك.. حتى المخدوعون بك تيقنوا بعد الحملة الأخيرة أنك خائن وعميل وعبد مطيع.. لا الجنوب سيقبل بك لو انفصل ولا الشمال سيقبل بك في كلا الحالين”.
سخرية لاذعة
وسخر الناشط الإعلامي فارس جرمل من محاولات الإبقاء على معين قائلاً: “حتى الإنفصال يشتوا دحباشي يفصلهم، لذلك مصرين على معين ورافضين جنوبي حضرمي”.
ووجه الناشط الإعلامي صالح الحنشي هجوماً لاذعا وسخرية حادة تجاه تناقضات دعاة الإنفصال، بين العداء للشمال من جهة والتمسك بشمالي ليقود الحكومة القادمة.
وقال في هذا الصدد: “عادة ما يكون الثائر متمسكاً بمواقفه لا يقبل المساومة فيها، إلا الثائر الجنوبي فحاله كحال “العلاقي” تقذفه الريح شمالاً وجنوبا.
وتابع في مقال على صفحته بفيس بوك: “الثائر العلاقي سنين وهو يحرض على ابن عدن ويدعو لترحيله بتهمة أن له جذور شمالية قديمة من تعز، وفي الوقت نفسه لا يتردد في مبايعته لابن تعز اللي عايش في تعز.
وكان مستشار رئاسة الجمهورية، عبدالعزيز جباري، قد لمّح في تغريدة له إلى استحالة استمرار معين في منصب رئيس الوزراء نظراً لما يمثله من خطر على المشروع الوطني.
وفي هذا الصدد قال: “المصلحة الوطنية تقتضي تكليف شخصية وطنية من إقليم حضرموت لتشكيل حكومة جديدة”.
وتابع: “فرض شخصية من قبل جهة غير يمنية يعني أن الشرعية بكل مكوناتها أصبحت لا حول لها ولا قوة وعلى الشعب اليمني أن يدرك هذه الحقيقة”، في إشارة لمساعي أبوظبي المستميتة للإبقاء على معين في منصبه.