عتبر معهد الشرق الأوسط الأمريكي، أن وباء كورونا- الذي لم يتم توثيقه بعد في اليمن- يمثل هدية للحوثيين، الذين يبحثون دائمًا عن فرص لإثبات سردهم الذي يربط التدخل الذي تقوده السعودية في اليمن بالأزمة الإنسانية في البلاد ويعفي أنفسهم من المسؤولية.
وقال المعهد في تقرير له، ترجمه “يمن شباب نت”: إن حديث وزير الصحة في حكومة الحوثي (غير المعترف بها) طه المتوكل، بقوله، إنهم سيحملون السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة المسؤولية إذا ما ظهرت أي إصابة في البلاد؛ يعد جزءا من نمط حوثي لاستخدام أي أزمة تؤثر على اليمن كفرصة لمهاجمة خصومهم وصرف الانتباه عن أخطاء الميليشيات.
وأشار إلى أن الحوثيين قللوا من شأن آثار فيروس كورونا بين حلفائهم في حين بالغوا في ذكر عواقبه في كل مكان آخر.
وأوضح، أن تغطية قناة المسيرة الفضائية التي يديرها الحوثيون لجائحة “كوفيد 19” مثالاً ممتازًا على تسييس المعلومات، خاصة عندما يتعلق الأمر بإيران. إذ لا يوجد أي ذكر على الإطلاق حول كيفية انتشار فيروس كورونا هناك، أو كيف تعامل قطاع الصحة معه، ولكن هناك الكثير من التغطية لقصة أخرى تتعلق بكيفية مهاجمة إيران للقواعد الأمريكية في العراق.
وأضاف، أن التعتيم الإعلامي للحوثيين على تداعيات كورونا في إيران يهدف إلى إخفاء إخفاقات الجمهورية الإسلامية في التعامل مع الأزمة، والتي تم التقليل من حدتها بشكل خطير.
وتابع: يحرص الحوثيون على الحفاظ على صورة الجمهورية الإسلامية الإيرانية كدولة قوية قادرة على مواجهة أكبر التحديات، وهذا هو السبب في جهودهم للتعتيم على كيفية تعامل طهران مع الوباء. إنهم لا يريدون لفت الانتباه إلى المعدل المقلق لانتشار كورونا في إيران، نظرًا لعلاقاتهم العسكرية والدينية والدبلوماسية والتجارية الوثيقة مع الجمهورية الإسلامية، بالإضافة إلى أن العديد من اليمنيين في مناطق الحوثيين يتلقون منحًا دراسية كاملة وجزئية للدراسة في مدينة قم، وهي من أكثر المدن تأثرًا بفيروس كورونا.
وقال معهد الشرق الأوسط،: “لسوء الحظ، بدلاً من اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحد من التعرض للإصابة بالفيروس، تركز قيادة الحوثيين على تصعيد هجماتهم الخطابية ضد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. علاوة على ذلك، روج الحوثي أيضًا لنظرية التآمر التي يتبناها النظام الإيراني بأن الفيروس مؤامرة أمريكية”.
وانتقد إحصائيات منظمة الصحة العالمية للشرق الأوسط حول أن عدد حالات الإصابة بكورونا في إيران أعلى مما تم ذكره. وقال الحوثي إنه ما كان ينبغي لمنظمة الصحة العالمية أن تنشر الأرقام دون “التحقق من دقة المعلومات التي جمعتها”.
وأضاف: على نفس منوال الحفاظ على إستراتيجية متسقة لإلقاء اللوم بشكل استباقي على التحالف بقيادة السعودية في أي حالات لفيروس كورونا في اليمن، قال ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام مؤخرًا أن جميع المآسي الرئيسية في البلاد هي نتيجة للتدخل بقيادة السعودية.
للمزيد إقرأ…
في ظل إنتشار “كورونا”: توصيف أمني وتدابير وطنية للمواجهة (تحليل خاص)
ويرى المعهد أنه إذا كانت هناك بطانة فضية (محاولة تجميل) لهذه المحنة، فهذا يعني أن التستر الدقيق على حالات الإصابة بكورونا في إيران يشير إلى إدراك فشل السياسات التي يجب على الحوثيين تجنبها.
وتابع: من المرجح أن يشكل انتشار المرض كالنار في الهشيم بين المستويات العليا للنظام الإيراني مصدر قلق كبير في أذهان قيادة الحوثيين، الذين من المحتمل أن يتأثروا أكثر من المواطن العادي نظرًا لعلاقاتهم الوثيقة واتصالاتهم المنتظمة مع المسؤولين الإيرانيين. .
وأشار إلى أن التدابير التي اتخذها الحوثيون بشأن كورونا أفضل من لا شيء، إلا أن التنفيذ لم يدم طويلاً. حيث لا يؤمن العديد من السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتهم بمؤسسة الحوثي. وقد فشل الحوثيون في التعامل مع العديد من الأوبئة السابقة على مدى السنوات الخمس الماضية، بل واستغلوا الوضع من خلال منع المساعدات واللقاحات من الوصول إلى المستفيدين المستهدفين.
ولفت إلى أن بعض السكان يترددون في زيارة المستشفيات خوفًا من الاعتقال. وقد تقطعت بهم السبل في نقاط التفتيش وتم منعهم من الدخول، حيث أخبرتهم سلطات الحوثي أنهم تحت الحجر الصحي.
وقال، إنه لا يوجد سيناريو تستطيع فيه دولة مثل اليمن – ذات موارد محدودة، وبنية تحتية ضعيفة، ونقص حاد في المياه – أن تنجو من هذا الوباء.
واستطرد: لكن إلقاء اللوم على الأعداء بشكل استباقي لن يوقف الفيروس. يحتاج الحوثيون إلى تكريس كل مواردهم لمحاربة هذا التهديد الذي سيصل بلا شك إلى اليمن.
وقال: إنه” نظرا لافتقار الحوثيين إلى القيادة وميلهم لتأييد نظريات المؤامرة، فإنه يجب على منظمة الصحة العالمية تطبيق توصياتها الآن لمساعدتهم على مكافحة هذا الوباء العالمي.
واختتم معهد الشرق الأوسط بالتحذير من أنه يجب أن ينتهي استغلال الفيروس لأغراض سياسية على الفور، إلى جانب التوسع العسكري للحوثيين، وإلا فإن اليمن والمنطقة سيجدون أنفسهم في أزمة لا يمكنهم احتواؤها”.