الإمارات في مرمى الاتهام.. كيف اخترقت مليشيا الحوثي قاعدة العند الجوية؟

محرر 211 يناير 2019
الإمارات في مرمى الاتهام.. كيف اخترقت مليشيا الحوثي قاعدة العند الجوية؟

عرضٌ عسكري لقوات الجيش الوطني اليمني في قاعدة العند الجوية الاستراتيجية في محافظة لحج، جنوبي البلاد، يتعرض لقصف بطائرة مسيرة مفخخة، تبنته مليشيا الحوثي.

أمرٌ يثير تساؤلات حول منجزات الشرعية والتحالف عسكرياً، بعد نحو أربع سنوات من الحرب، ويضع علامات استفهام عن كيفية وصول الحوثيين إلى هذا المعسكر وتنفيذ المهمة.

الهجوم الذي نفذ الخميس (10 يناير) بالتزامن مع سريان اتفاق التهدئة في الحديدة، الناتج عن اتفاق استوكهولم، تسبب بإصابة قيادات رفيعة في الجيش اليمني، ومقتل 6 من أفراد الجيش.

ووفقاً لشهود عيان، فإن الطائرة المسيرة حلقت بشكل طبيعي دون اعتراض من أي من أداوت الدفاع في القاعدة العسكرية، فضلاً عن وصولها إلى المنصة التي يوجد فيها القادة قبل أن تنفجر؛ حيث كان الجميع يظن أنها تؤدي مهمة تتعلق بالتصوير.

شكوك بتواطؤ إماراتي
لكن هذه الرواية لا تؤكد حسن النوايا، بل تفتح أبواب الشك حول تواطؤ محتمل؛ لأن القاعدة لديها تجهيزات عالية، ويسيطر عليها جوياً التحالف؛ ولكون العرض في العلوم العسكرية هو اختبار لمدى جاهزية القوات، فكيف يمكن أن تخترق طائرة مسيرة قاعدة جوية؟

يقول المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي: إن “الهجوم يفتح الكثير من الأسئلة عما إذا كان هجوم كهذا قد تم بالتواطؤ مع الإماراتيين، الذين يسيطرون جوياً على القاعدة”.

وفي حديثه لـ”الخليج أونلاين” لم يستبعد التميمي وجود نية للتخلص من القيادات العسكرية الموالية للرئيس هادي، التي كانت موجودة في أثناء العرض العسكري.

وأشار إلى أن “القاعدة لا تبعد كثيراً عن مناطق سيطرة الحوثيين باتجاه تعز”، موضحاً أن “الإمارات هي من وضعت خطوطاً أمام القوات الشرعية للتقدم نحو تعز؛ ومن ثم لم يحدث تأمين أوسع للمناطق الجنوبية”.

مسؤولية الهجوم
من جهته حمّل المحلل السياسي اليمني محمد الأحمدي الإمارات، بطريقة ضمنية، مسؤولية هجوم العند، وذلك في منشور على فيسبوك.

وقال: إن “من يتحمل مسؤولية هجوم العند هم من أوقفوا تحرير تعز، تاركين للمليشيا الحوثية مواقعها المطلة على قواعد الجيش الوطني في الجنوب، واستغلوا ثقة الشعب اليمني ورغبته في الانعتاق من الانقلاب، وبسطوا أيديهم على منافذ البلاد وموانئها ومطاراتها وحقولها”.

وتابع: “انشغلوا ببناء كيانات وتشكيلات عسكرية خارجة عن سلطة الدولة، وتعمدوا تهميش وتفكيك وتقويض السلطة الشرعية ومؤسسات الدولة، وتغييب حضورها على الأرض، واتخذوا من اليمن مسرحاً لتصفية حساباتهم مع جيرانهم”.

وأضاف الأحمدي أن هؤلاء “شنوا عمليات فرز واستقطاب للمجتمع والقوى السياسية في وقت نحن كيمنيين بأمسّ الحاجة إلى إعادة اللحمة الوطنية، وتعزيز الترابط المجتمعي وتنسيق الجهود لاستعادة الدولة”.

الأحمدي لفت النظر إلى أن مليشيا الحوثي “استغلت كل الارتباك والفوضى لتطوير قدراتها العسكرية وتوطين مشروعها الطائفي في مناطق سيطرتها، واستكمال تجريف مؤسسات الدولة والوظيفة العامة”.

دعم إقليمي ودولي
بدوره يرى الصحفي اليمني خليل العمري أنه “من الخطأ أن يظن البعض بأن الحوثي حالة عادية محددة بمنطقة جغرافية، بل مشروع خطير مدعوم إقليمياً ودولياً؛ وهدفه تدمير كل اليمن، وجحيمه يستهدف الجميع ولا أحد سينجو منه”.

وأشار في حسابه على “فيسبوك” إلى أنه “في مطلع يناير 2018 استطاع الحوثي الوصول لرئيس الأركان اللواء طاهر العقيلي وتفجير عربته بالجوف، وما يزال أثر الإصابة إلى اليوم (…) وفي مطلع يناير 2019 استهدف الحوثي بطائرة مفخخة قادة الجيش في عرض عسكري بأقوى قاعدة جوية للجيش اليمني”.

واعتبر العمري أن “كل المكونات اليمنية فشلت في إيجاد جبهة وطنية عريضة لمواجهته، فالتصدعات الموجودة في جبهة التحالف تطيل من عمره للأسف”، في إشارة إلى خلافات الإمارات والشرعية.

استغلال وعدم جاهزية
الصحفي والمحلل السياسي اليمني أمجد خشافة أشار إلى أن “قاعدة العند تعتبر أهم قاعدة جوية في جنوب اليمن، واستهدافها بطائرة مسيرة تابعة للحوثيين أمر يؤكد عدم جاهزية هذه القاعدة للعمل العسكري؛ وهذا يثير الاستغراب في ظرف يعيش فيه الجيش والتحالف حالة حرب مع الحوثيين”.

وأضاف، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، أن “الحوثيين استغلوا حالة الهدنة الهشة بالحديدة في ترتيب صفوفهم العسكرية واستهداف الجبهات الأخرى تماماً كما حدث اليوم”.

ويعد الهجوم الحوثي هو الثالث الذي ينجح في الوصول إلى قيادات رفيعة في التحالف والشرعية، رغم أنه الأول بطائرة مسيرة، حيث أطلق الحوثيون، في سبتمبر 2015، صاروخاً باليستياً من طراز “توشكا” على مقر لقوات التحالف العربي في “صافر” بمدينة مأرب، شرقي البلاد، أودى بحياة نحو 90 جندياً، 45 منهم إماراتيون و30 يمنياً و10 سعوديين و5 بحرينيين، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.

وأدى هجوم بصاروخ من النوع نفسه على معسكر العمري بمديرية ذوباب، القريب من باب المندب (غرب)، في ديسمبر 2015، إلى مقتل قائد القوات الإماراتية، العقيد الركن سلطان بن هويدان الكتبي، وقائد القوات السعودية عبد الله السهيان.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept