يستعد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع لزيارة رسمية إلى العاصمة الروسية موسكو يوم الأربعاء الموافق 15 أكتوبر 2025م، وفق ما نقلته مصادر مطلعة لوكالة “رويترز”.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات السورية الروسية تطورات لافتة، حيث من المتوقع أن يطرح الرئيس الشرع خلال لقائه المسؤولين الروسين عدة ملفات شائكة.
ومن بين المواضيع التي ستكون على طاولة المباحثات، المطالبة الرسمية بتسليم الرئيس السوري السابق بشار الأسد لمحاكمته على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم بحق المدنيين السوريين، وفق ما أشارت إليه الوكالة الدولية.
ويشمل جدول أعمال الزيارة أيضًا مناقشة مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا، وتحديدًا قاعدتي حميميم الجوية في اللاذقية والمرفأ البحري في طرطوس، حيث تختلف الرؤى حول طبيعة الوجود الروسي هناك.
وعلى الرغم من تأكيد وسائل إعلام روسية نبأ الزيارة، إلا أنها لم تعلن أي تفاصيل رسمية حتى الآن، فيما نقلت وسائل محلية الخبر دون تأكيد أو نفي.
يذكر أن هذه الزيارة تأتي في ظل ظروف استثنائية، بعد تأجيل القمة العربية-الروسية التي كان مقررًا عقدها في نفس التوقيت، حيث أجل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انعقادها بسبب التطورات في غزة وتواجد عدد من القادة العرب في شرم الشيخ المصرية.
ويواجه بشار الأسد، الذي حصل على حق اللجوء في موسكو بعد هروبه من دمشق في 8 كانون الأول 2024، اتهامات خطيرة، حيث يعيش تحت حراسة مشددة في العاصمة الروسية بعيدًا عن الأضواء.
من جهته، أكد الرئيس الشرع في تصريحات سابقة أن حكومته ستتبع كافة السبل القانونية لمحاسبة الأسد، معتبرًا أن أي صدام مع روسيا في هذه المرحلة لن يكون في مصالح سوريا العليا.
وتستبعد موسكو تمامًا فكرة تسليم الأسد، حيث سبق أن أكد السفير الروسي في بغداد أن اتفاق اللجوء ينص على منع أي نشاط سياسي أو إعلامي للرئيس السوري السابق.
وفي سياق متصل، تبحث الدولتان مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا، حيث أشار وزير الخارجية الروسي إلى إمكانية تحويلها إلى مراكز إنسانية، بينما تؤكد دمشق أن أي قرار في هذا الشأن يجب أن يخدم مصالح الشعب السوري.
وتواصل العلاقات بين البلدين تطورها رغم الخلافات، حيث شهدت الأشهر الماضية تبادلًا للزيارات بين المسؤولين من الجانبين، كان آخرها زيارة وفد عسكري سوري رفيع المستوى إلى موسكو مطلع الشهر الجاري.
ويبقى السؤال الأبرز: هل ستنجح الدبلوماسية السورية في كسب أي تنازلات روسية بشأن الملفات العالقة، أم أن موسكو ستتمسك بمواقفها الثابتة تجاه الأسد وقواعدها العسكرية؟ الإجابة قد تبدأ بالظهور غدًا في العاصمة الروسية.