نشرت صحيفة “healthline” المتخصصة بالصحة والغذاء، عدة أساليب أو أنظمة غذائية من شأنها أن تخفف من أعراض القولون وتساعد في الحصول على حياة صحية وطبيعية. حيث أن ما يسمى بـ”متلازمة القولون العصبي (IBS)” تعتبر من الاضطرابات المعوية المزعجة التي تسبب آلاما للكثير من الناس، وهي عبارة عن تغيرات دراماتيكية بحركات الأمعاء. إذ يعاني كثير من الأشخاص بسبب هذه المتلازمة من حالات تتعلق بالإسهال أو بالإمساك، ما يسبب مشكلة حقيقية أثناء ممارسة العمل أو الأنشطة اليومية والمعتادة.
وفي هذا الإطار حددت الصحيفة عدة أساليب صحية لتجنب هذه الاضطرابات والآلام، ومن بين هذه الاساليب زيادة كمية الأطعمة الغنية بالألياف أو تقليلها، وذلك لأن الألياف من العناصر التي تساعد الجهاز الهضمي على أداء مهامه وتسهل عملية الهضم والامتصاص وحركة الطعام في الأمعاء، حيث تشير الدراسات إلى أن الشخص البالغ يجب أن يتناول أطعمة غنية بالألياف تقدر كميتها من 20 إلى 35 غراما يوميا. ومن الأطعمة الغنية بالألياف الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة، لكن إذا كان الشخص يعاني من الانتفاخ بسبب زيادة تناول الألياف فعليه التركيز فقط على الألياف القابلة للذوبان الموجودة في الفواكه والخضروات بدلاً من الحبوب.
وذلك لأن بعض الأشخاص يعانون من مشاكل هضمية بسبب زيادة كمية الألياف، فإذا كان الشخص يعاني من الإسهال والغازات بشكل متكرر فيجب عليه التركيز على مصادر الألياف القابلة للذوبان الموجودة في بعض المنتجات، مثل التفاح والتوت والجزر ودقيق الشوفان.
ومن الأساليب الأخرى لتجنب هذه المتلازمة الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالغلوتين وهو بروتين موجود في منتجات الحبوب مثل الخبز والمعكرونة، وهو يضر الأمعاء لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين والذين يعانون من القولون العصبي، وفي مثل هذه الحالات قد يقلل النظام الغذائي الخالي من الغلوتين الأعراض. لذا ولتجنب هذه المادة يجب الابتعاد عن الشعير والقمح وتقليلهما، وفي حال لوحظ تحسن في عمل الجهاز الهضمي، يمكن العثور على بعض أنواع الخبز الخالية من هذه المادة.
ومن ابرز الاساليب لمواجهة متلازمة القولون ما يسمى بأسلوب الإقصاء (الاستبعاد)؛ حيث تعتمد هذه التقنية على الابتعاد عن الأطعمة بشكل دوري، ومراقبة الجسم بالتزامن مع مراقبة الأطعمة التي تتناولها، على سبيل المثال عند تناول وجبة من الحبوب، يجب مراقبة الجسم وفي حال ظهور أعراض لمشكلات في الجهاز الهضمي يتم استبعاد الحبوب من الوجبات، وتطبق هذه التقنية على جميع الأطعمة.
يذكر أن المؤسسة الدولية لاضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية (IFFGD) اوصت باستبعاد أربعة أطعمة شائعة تسبب مشاكل القولون وهي القهوة والشوكولاتة والألياف غير القابلة للذوبان والمكسرات.
وبالاضافة الى الاساليب الأخرى يجب تجنب الدهون والأطعمة الدسمة، فقد أكدت أغلب الدراسات أن الأطعمة الغنية بالدهون تساهم في مجموعة مختلفة من المشكلات الصحية والغذائية، وتسبب مشكلة حقيقية بشكل خاص لدى الذين يعانون من القولون العصبي، حيث تتفاقم الأعراض بشكل كبير. لذا يجب التركيز على اللحوم الخالية من الدهون والفواكه والخضروات والحبوب ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
وأخيرا تحذر الصحيفة من الفودماب الموجودة في الكربوهيدرات لأنها عبارة عن كربوهيدرات يصعب على الأمعاء هضمها وهي تتسبب بفرز المزيد من الماء إلى الأمعاء، لذلك يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة القولون المتهيج من الغازات والانتفاخ والإسهال بعد تناول هذه الأطعمة.
ويشير الاختصار الموجود على بعض الأغلفة، مثل “السكريات قليلة التخمير، والسكريات الثنائية، والسكريات الأحادية، والبوليولات”، إلى الأطعمة الغنية بهذه الكربوهيدرات. ومن المهم ملاحظة أنه ليست كل الكربوهيدرات عبارة عن “فودماب”، لكن للحصول على أفضل النتائج يجب تجنب بعض أنواع الأطعمة مثل اللاكتوز الموجود في الحليب والآيس كريم والجبن والزبادي، وبعض الفواكه مثل الخوخ والبطيخ والكمثرى والمانجو والتفاح، ومحليات الطعام والكاجو والفستق وخبز القمح والمعكرونة، وبعض الخضروات كالخرشوف والهليون والبروكلي والبصل وبراعم بروكسل والقرنبيط والفطر.