إذا ما نشبت حرب ين الطرفين.. خبير عسكري يؤكد ان القوة الأمريكا ستنهي البنية التحتية لإيران في 24 ساعة

محرر 25 يناير 2020
إذا ما نشبت حرب ين الطرفين.. خبير عسكري يؤكد ان القوة الأمريكا ستنهي البنية التحتية لإيران في 24 ساعة

منذ ليل الخميس- الجمعة، حيث قتل القائد الإيراني الأشهر قاسم سليماني بضربة أمريكية في بغداد، تمحور الحديث عبر مختلف وسائل الإعلام العالمية حول الحالة التي ستكون عليها منطقة الشرق الأوسط.

فإيران وعلى جميع الصعد السياسية والعسكرية، والدينية أيضاً؛ بدءاً من أعلى هرم السلطة المرشد الأعلى علي خامنئي، كان التهديد والوعيد بالانتقام من أمريكا حديثها الأبرز.

وعلى الرغم من أن التهديد الإيراني لأمريكا ليس بالأمر الجديد لكن الحدث الأخير يدعو للاعتقاد بأن الرد العسكري سيكون حاضراً، لا سيما أن لإيران وجوداً عسكرياً قوياً في عدة دول بالمنطقة من خلال مليشيات موالية.

ويتفق مختصون بالشأن السياسي على قدرة إيران العالية في المراوغة واللعب على أوتار السياسة، وهو ما أكده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة على حسابه بـ”تويتر” بعد مقتل سليماني، إذ أفاد بأن “إيران لم تكسب حرباً، لكنها لا تخسر المفاوضات”.

ولا يبتعد الخبير العسكري ناظم صبحي توفيق عن رأي ترامب؛ إذ يقول إن من المعتاد أن تهدد إيران ولا تنفذ تهديدها حين تتعامل مع الولايات المتحدة والدول الغربية، لكنه على الرغم من هذا يرى أن إيران “لا ترد إلا إذا اتبعت نفس الأسلوب السابق”، في إشارة إلى إطلاق صواريخ على مواقع لقوات أمريكية.

وأضاف الخبير العسكري في حديثه لـ”الخليج أونلاين” أنه منذ نجاح ثورة الخميني في 1979، لم تزج إيران في معاركها خارج حدودها بجندي إيراني، إنما كانت تنفذ عملياتها عن طريق الأذرع والوكلاء والتابعين لها حسب العقيدة، لا سيما مقلدي الخميني والخامنئي، وفق قوله.

ويرى أن بإمكان إيران أن “تستخدم نفس الأسلوب السابق، خاصة في العراق؛ لوجود عدد كبير من أتباع إيران من المتنفذين وأصحاب الأموال والنفوذ والجاه والمناصب السلطوية التنفيذية والتشريعية والقضائية، وهم مسيطرون على البرلمان العراقي، ويمكن إصدار أوامر لهؤلاء بإيذاء الأجانب والأمريكيين في العراق”.

وتحدث “توفيق” عن سرعة الرد الأمريكي وبقوة؛ فبعد فترة قصيرة من مقتل متعاون أمريكي في قاعدة “كي 1” شمالي العراق، نفذت القوات الأمريكية ضربات جوية على مواقع لكتائب حزب الله في العراق وسوريا أدت لمقتل وإصابة العشرات، فردت المليشيات، وأبرزها حزب الله العراقي، باقتحام السفارة الأمريكية ببغداد، ليأتي الرد سريعاً بقتل سليماني والمهندس.

يضيف المحلل العسكري قائلاً: “رأينا الذريعة في قصف قضاء القائم نتيجة قصف قاعدة (كي 1)، الذريعة كانت بدون إثبات؛ هل صحيح أن حزب الله هو من قام بالضربة واستعجلت أمريكا بهذه الضربة واستعجل من يوالون إيران باقتحام السفارة وحدث ما حدث، وفجأة اتهمت واشنطن إيران بالتخطيط لضرب القاعدة العسكرية والمسير للسفارة الأمريكية خلال وقت قصير فصرع سليماني والمهندس وآخرون؟”.

سيناريوهات إيران للحرب

يجد الخبير العسكري أن سيناريوهات الحرب والرد العسكري تكمن في تكليف إيران لأذرعها بإيذاء المصالح الأمريكية أو الأفراد الأمريكيين.

ويرى أن إيران قادرة على الرد من الناحية النظرية، مبيناً أنها من ناحية الحسابات العسكرية والموقع والأسلحة والسيطرة على مواقع بحرية هي تملك مجالات رد واسعة.

وأضاف أن القوات العسكرية الإيرانية ضخمة، والقوى البحرية والبرية ضخمة أيضاً، فضلاً عن هذا فإن الحرس الثوري جيش عقائدي وأفراده أفضل تدريباً من الجيش الاعتيادي.

يقول توفيق: إن “هناك الأهم؛ وهي الصواريخ الباليستية قريبة المدى وبعيدة المدى. يقال إنهم يمتلكون إلى حد 2000 كيلومتر، أي تصل إلى حدود إسرائيل وحتى إلى مصر وجميع أجزاء السعودية”.

واستطرد: “لكن أهم من هذه الصواريخ بعيدة المدى الصواريخ الباليستية قريبة المدى؛ مسافة 300 و500 كيلومتر، وهي متوفرة بأسعار رخيصة وينتجونها في إيران ولديهم كمية هائلة من هذه الصواريخ، وكل المصالح الأمريكية أو المنشآت العربية اعتباراً من الكويت وصولاً إلى عُمان ضمن مرمى الصواريخ قصيرة المدى”.

وأشار إلى أن هذه الصواريخ لا تحلّق بارتفاعات عالية جداً، ولذلك يصعب إسقاطها.

من جانب آخر يقول: إن “إطلاق الصواريخ المضادة التي تمتلكها كل القواعد الأمريكية والدول بالمنطقة ليس معقولاً”، مبيناً أن “من غير المعقول أن تطلق منظومة باتريوت وغيرها ما قيمته مليون دولار لإسقاط صاروخ لا يتجاوز سعره 15 ألف دولار”.

القدرات العسكرية الأمريكية

واستطرد الخبير العسكري يتحدث عن قدرات أمريكا التي تعلمها إيران موضحاً: “سمعنا أن هناك تحركاً لقطع من الأسطول السابع الأمريكي من بحر الصين متوجهة إلى الخليج”.

وأضاف أن هذا التحرك يشير إلى تهديد، فضلاً عن “القدرة التي تمتلكها الطائرات القاصفة، وطائرات الهجوم الأرضي، وتلك التي تقلع من حاملات الطائرات، ربما تدمر البنية التحتية ومرافق الخدمات الإيرانية خلال 24 ساعة”.

وقال إن حاملة الطائرات الواحدة تستوعب 93 طائرة من أفضل الطائرات في العالم، والطائرات القاصفة الأمريكية كل واحدة تحمل نحو 40 طناً من القنابل، أو 32 صاروخ كروز، مدى كل واحد منها 800 كم، وهي مديات هائلة.

أما بالنسبة إلى المدمرات وحاملات الطائرات -يقول توفيق- فكل مدمرة في الأسطول تحمل 100 مقذوفة كروز مداها 100 كم و500 كم؛ بمعنى أن كل البقاع الإيرانية تحت مديات كروز، مؤكداً أن صواريخ كروز قلما تسقط؛ لأنها تحلّق على ارتفاع لا يزيد عن 60 متراً، وهي بذلك لا تسمح باكتشافها.

من جانب آخر يرى توفيق أن لدى الولايات المتحدة قواعد عسكرية في 143 دولة من مجموع 194 دولة.

هذه القواعد، بحسب توفيق، على شكل قواعد ومستشارين وغيرها، وهي بواقع 750 قاعدة، وبذلك هي كافية وفق قوله، “ولا حاجة لجلب قوات إضافية إلى المنطقة”.

وتابع: “نعرف أن المارينز موجودون، وثمة جيش أمريكي موجود في العراق والكويت، وقليل منه في السعودية، وعدد كبير في الإمارات وقطر، وهي قوات كافية لتكون على أهبة الاستعداد لتنفيذ مهمات، وواشنطن لديها بالتأكيد كل الاحتمالات مع إيران”.

من جانب آخر يرى توفيق أن “إسرائيل” لا بد أن تتخذ استعداداتها في هذه الفترة، وهو ما حصل؛ حيث قطع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نشاطاً خارجياً وعاد إلى “تل أبيب” بعد خبر مقتل سليماني.

ويرى الخبير العسكري أن قاسم سليماني، الذي سيطرت أخبار مقتله على وسائل الإعلام العالمي، “كان شخصية متسلطة وقوية، وله أتباعه ومعجبوه، ويرتبط بالمرشد الأعلى، أي أعلى شخص في الدولة، وأصبح قائداً منذ 1980. كان يعرف توجهات ورغبات خامنئي، واعتبر في السنوات الأخيرة الرجل الثاني في الأهمية بإيران، وهو أكثر سطوة من رؤساء الحكومات الإيرانية ووزراء الدفاع”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept